
استراتيجية العصف الذهني (بالإنجليزية: Brainstorming) هي عملية إبداعية يستخدمها الأفراد أو الفرق من أجل توليد أفكار جديدة وحل المشكلات بطريقة مبتكرة وفَعّالَةٌ.
تتميز استراتيجية العصف الذهني بالتركيز على الكَمَيَّة في المرحلة الأولى حيث يتمّ توليد العديد من الأفكار بشكل واسع ومنفتح دون تصفية الأفكار في البداية، الشيء الذي يُشجّع المشاركين على التفكير بشكل حر ومنفتح، وعدم تقييد الأفكار بأيّ قيود أو تحليلات نمطية.
في المرحلة الثانية، تتمّ تصفية الأفكار واختيار الأفكار الأفضل والأكثر تحقيقًا للأهداف المرجوة. ويتمّ ذلك عن طريق تحليل الأفكار وتصفيتها وفقًا لمعايير معينة، مثل الجدوى والتكلفة والتنفيذ وغيرها. ويمكن أن تشارك في هذه المرحلة مجموعة مختلفة من الخبراء والمختصين لتحديد أفضل الأفكار واختيارها للتطبيق.
تستخدم استراتيجية العصف الذهني في العديد من المجالات والأغراض، مثل: حل المشكلات في الأعمال والحياة الشخصية، تطوير المنتجات والخدمات، تحسين العمليات والإجراءات، وتعزيز التعاون والتفاعل بين الأفراد والفرق.
في عام 1940، اقترح أليكس فيكني أوزبورن طريقة منظمة لحل المشكلات تُعرف الآن باسم “استراتيجية العصف الذهني”. ومنذ ذلك الحين، عمل عدد كبير من العلماء والباحثين على تطوير هذه الاستراتيجية وتحسينها، وأضافوا عدّة عناصر وتقنيات لتعزيز فعاليتها وتحسين نتائجها.
أليكس فيكني أوزبورن هو الشخص الذي وضع فكرة جلسات التفكير الجماعي، وهو عالم نفس أمريكي ومؤلف كتاب “Applied Imagination” الذي نُشر عام 1953. وقد اقترح أوزبورن استخدام جلسات التفكير الجماعي كأداة لحل المشكلات وتوليد الأفكار الجديدة، وذلك بدلًا من الاعتماد على الأفكار الفردية.
تتضمن جلسات التفكير الجماعي تجميع مجموعة من الأفراد المتنوعين في الخبرات والمهارات والخلفيات، وتوجيههم للتفكير والتحاور بشأن الموضوع المطروح وتحليله من مختلف الزوايا.
تعريف استراتيجية العصف الذهني
استراتيجية العصف الذهني هي عملية لتوليد الأفكار الإبداعية من قبل فريق متمكن، يُعدّ القدح الذهني من طرق وتقنيات حل المشكلات حيث يولّد الفريق أفكارًا بمقدورها حل المشكلة التي تواجه طرفًا من الأطراف.
استراتيجية العصف الذهني هي تقنية تم اختراعها في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي من قبل الأستاذ الأمريكي أليكس فيكني أوزبورن، وكان يؤمن بأنّ التفكير الإبداعي والتخيّل هما مفاتيح النجاح في أيّ مجال من مجالات الحياة.
في تقنية العصف الذهني، يتمّ تحفيز الإبداع والتفكير الإيجابي والتخيّل عن طريق جمع الأفكار بطريقة غير منضمة وتحرير العقول من القيود والتقييدات، وذلك لتوليد الأفكار الجديدة والمبتكرة التي يمكن استخدامها في حل المشكلات وتحقيق الأهداف.
كما أشار أوزبورن إلى أنّ الأفكار الجديدة والمبتكرة يجب أن تحمل في طياتها الإيجابية والأمل والتفاؤل، ويجب تجنب الانتقادات السلبية التي تقوم على تدمير الأفكار وتقييدها، ويجب أن يتم تشجيع الأفراد على الإبداع وتقدير الأفكار المختلفة والمتنوعة، حتّى يتمّ تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في عملية التفكير الإبداعي.
لهذا السبب، عزم ألأكس على إيجاد طريقة أو استراتيجية من أجل التصدي لمثل هذه التصرفات القمعية وجعل الناس يحررون تفكيرهم الإبداعي.
في السياق ذاته، طوّر ألكس العصف الذهني من خلال مبادئ بسيطة وسهلة، لاحظ ألكس أنّ الاجتماعات التي تتبع هذه القوانين أو المبادئ تُولّد عددا كبيرًا من الأفكار بأقصى سرعة وأغلب هذه الأفكار على الرغْم من أنّها جديدة تكون أفكارًا قيّمةً.
استراتيجية العصف الذهني
استراتيجية العصف الذهني (Brainstorming) هي طريقة تفكير جماعي تُستخدم لتوليد الأفكار وحل المشكلات. تعتمد هذه الاستراتيجية على تحفيز عملية التفكير الإبداعي والتخيّل، وتشجيع الأفراد على التعاون والتفكير بحرية من غير حواجز.

تُعدّ استراتيجية العصف الذهني واحدة من أهم الاستراتيجيات الإبداعية التي يمكن استخدامها لتوليد الأفكار وحل المشكلات بطريقة مبتكرة. وتتضمن استراتيجية القدح الذهني العديد من المراحل، مثل:
التخطيط للجلسة
تخطيط للجلسة يعني: تكوين فريق – تحديد المهمة أو المشكلة – وتحديد زمن الجَلسة
لا يوجد أي ضمان لنجاح جَلسة العصف الذهني، وقد يكون النجاح أو الفشل مرتبطًا بعدة عوامل، مثل التحضير المسبق، وتنظيم الجَلسة، وتشكيل الفريق، وتوفر الوقت والموارد اللازمة.
تجميع الفريق
في جَلسة العصف الذهني على الفريق أن يتراوح ما بين 8 و12 عضو.
أوصى أليكس فيكني أوزبورن بخلط أعضاء أساسين وضيوف بنسب متساوية.
الأعضاء الأساسين عبارة عن أشخاص خبراء في استراتيجية العصف الذهني.
على الفريق أن يكون مختلطًا أي يضمّ الكثير من الأشخاص من مختلف التخصصات إذا أمكن.
مع أنّ الأشخاص من تخصصات مختلفة سيجعل الجَلسة فعّالة إلا أنّه من الصعب تكوين فريق من تخصصات مختلفة.
تنقس أدوار الفريق إلى 3 أدوار: المسيّر – الزَّبُون – المفكرين
المسيّر
المسيّر في جَلسة العصف الذهني، يعطي التعليمات وينظم الجَلسة. في غالب الأحيان يكون مسيّر الجَلسة شخص يتقن جيدا استراتيجية العصف الذهني، ومهامه تكون كالتالي:
- يدبر الجَلسة: يحدد وقت بداية ونهاية كل جَلسة بالتركيز على التقنيات المناسبة لكل جَلسة.
- لا يسمح للمشاركين أن يتكلموا في الوقت نفسه.
- يشجه الجميع على المشاركة في الجَلسة.
- يمنع منعا كليّا التقييم.
- يراقب إذا ما كان الجميع يدوّن الأفكار المحصل عليها.
- يحافظ على الوقت.
لا ينبغي للمسير أن يكون هو صاحب المشكلة، بل على المشكلة أن تنتمي للزبون.
الزّبُون
يَجِبُ ألاّ يكون الزَّبُون هو مسيّر الجَلسة، لأنّ المشكلة تخصه، والزبون هو من يحدّدها ويشرحها للمشاركين في جَلسة العصف الذهني.
أمّا الفريق فعليه أن يكون متعطشا لإرضاء الزَّبُون من خلال الأفكار التي سوف يقدمها بعد تقييمها وتطويرها.
في نهاية الجَلسة، سوف يتحمّل أحد الأشخاص تنفيذ الحل كما تم تقديمه من طرف الفريق المشارك في الجَلسة.
المفكرين
في جلسات العصف الذهني، يلعب الفريق دور المبدعين من أجل مساعدة الزَّبُون، دورهم الرئيس هو معاملة الزَّبُون كأنّه مستهلك ذو قيمة. لذلك سوف يستمعون له ويولدون الافكار من أجله ويقدمون له اقتراحات من أجل إيجاد حل سليم لمشكلته.
من الجيد أن يتكون الفريق من أشخاص من مختلف التخصصات لكي يكون الحل المقدم فعالا.
تحديد المشكلة أو المهمة
تكون استراتيجية العصف الذهني فعّالة عندما يكون صاحب المشكلة هو الزَّبُون. لذلك، عليه أن يصف المشكلة التي تواجهه بالتفصيل الممل لكي يوفر الوقت على الفريق ولكي تكون الجَلسة ناجحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
قبل الجَلسة على المسيّر أن يتأكد إذا ما كان الزَّبُون يريد حقا حل المشكلة وأنّه لا يملك حلا لمشكلته وأنّه منفتح لاقتراحات بكافة أنواعها …
تسليم المهمة للفريق
على الزَّبُون أن يصف المشكلة التي تواجهه في عرض تقديمي لا يتزاوج 5 دقائق حيث يشرح المشكل بتقديم بعض الأمثلة الملموسة.
تحديد الوقت الزمني للجلسة
أغلب جلسات العصف الذهني تكون طويلة، لكن أحسن مدة زمنية للعصف الذهني هي 30 دقيقة ولا يجب أن تتزاوج الجَلسة 45 دقيقة.
ممّا سبق يمكن تقسيم جَلسة إلى 3 أجزاء:
فحص المشكلة
يسلّم الزَّبُون “المهمة” للفريق بعد ذلك يناقشها الفريق ويصيغها على أنّها “مهمة مفهومة”.
توليد الأفكار
يولّد الفريق الأفكار وفقًا لفهمه المهمة ثم ينتقي الزَّبُون أحد الأفكار المقترحة ليتم توسيعها وشرحها بالتفاصيل المملة.
تطوير الحل
يقدّر الفريق والزبون نِقَاط الضعف ونقاط القوة للأفكار المقترحة، ثم يتم إقراح فكرة سهلة التنفيذ للعمل عليها.
القوانين الأربعة للعصف الذهني لأليكس فيكني أوزبورن
هناك 4 قواعد عامة لجلسات العصف الذهني:
استهداف الكَمّيَّة
كلما كانت الأفكار المولدة كثيرة، زاد حظ إيجاد حل مناسب للمشكلة المقترحة.
لا مجال للانتقاد
لا ينبغي انتقاد الأفكار المولّدة، بل ينبغي للمشاركين التركيز على توسيع الأفكار وخلق أفكار جديدة.
التشجيع على الأفكار الغريبة
يجب تشجيع الأفكار العجيبة، لأنّ القدح الذهني يحب الأفكار الخارجة عن المألوف وخصوصًا التفكير الإبداعي أي التفكير خارج الصندوق.
تحسين الأفكار
في استراتيجية العصف الذهني، ينبغي لنا تشجيع المشاركين على إضافة أفكار أو توليد المزيد من الأفكار.
لم يطور أليكس فيكني أوزبورن قوانين القدح الذهني لكنه ركز على أهمية:
التحرّك: لا تنتظر الإلهام أن يدق بابك.
التركيز: على المهمّة الموكلة لك.
الاهتمام: بالفريق كله دون التركيز على نمط واحد من التفكير مرة واحدة.
التركيز على المهمة وعدم الاستسلام إذا لم تنذر ببالك أية فكرة.
ازدهر استراتيجية العصف الذهني بطرق عدّة و أصبح عنصرًا أساسيًا في تخطيط السيناريوهات و الشركات و في كل الأمور التي لها عَلاقة بالجودة و اكتسب العديد من التقنيات و الاهتمام من طرف المفكرين، مثل: روجر فون اوتش (Roger van Oech) و إدوارد دي بونو.
ساهم التآزر أو السينيكتيكس بالانجليزية Synectics خصوصًا في القدح الذهني.
خلال 1960، دمج WJ Gordon وGeorge Prince طرق جديدة للتفكير الابداعي من أجل مساعدة الناس على التفكير جماعيا وبطريقة فعالة وإنتاجية.
أنشأ التآزر بنية مفصلة لجلسات العصف الذهني واقترح طرق تحثّ المجموعة على الإبداع.
خطوات استراتيجية العصف الذهني
أطلق أليكس فيكني أوزبورن على العصف الذهني “التخيّل المنظم”.
وجمع بين التخيّل بالإنجليزية “ideation” (خلق الأفكار) والحكم (أي غربلة الأفكار وانتقائها وتصنيفها والتخلص من الأفكار غير المفيدة.)
تتمحور فكرة أو استراتيجية العصف الذهني على توقيف الحكم، هذا يعني فصل “توليد الأفكار” عن “الحكم “وتأجيله إلى وقت لاحق.
في عملية القدح الذهني قسّم أليكس فيكني أوزبورن القدح الذهني إلى مرحلتين: التخيّل والحكم.
التخيّل
ينبع التخيل أي: توليد الأفكار من تجاربنا السابقة.
في مرحلة التخيل نحوّل تجاربنا إلى: كلمات – صور – رسوم – أفكار…
الحكم
في مرحلة الحكم نستعمل اللغة من أجل القيام بشيء ذو أهمية ونصدر أحكاما من خلال العقل والتقييم.
يمنح العقل معنى لما نلاحظ أمّا التقييم يخبرنا إذا ما أعجبتا الأفكار أم لا وما يجب فعله بخصوصها.
أحيانا نتجاهل المرحلة الأولى ونظن أننا نحسن فعلا. هذا النوع من التجاهل حذر منه أليكس فيكني أوزبورن باعتباره العدو المبين للعصف الذهني.
القدح الذهني هو طريقة لتطوير مهارات التفكير لا سيما مهارة التخيّل، لأنّ امتلاك الأفكار هو بمنزلة رؤية الحقيقة أو الواقع من جانب مختلف.
ليس من قواعد استراتيجية العصف الذهني
اكتسبت استراتيجية العصف الذهني سمعة مختلطة وأصبحت مشهورة في العديد من المجالات. لذلك، دخلت إلى معجمات اللغة. ومع ذلك لا تزل استراتيجية العصف الذهني غير مفهومة لدى عامة الناس و يصفونها اليوم بأنّها غير نافعة أو مضيعة للوقت …
المشكلة الخاطئة
السبب الوحيد الذي يدفعنا إلى استعمال استراتيجية العصف الذهني هي توليد أفكار جديدة، وبطبيعة الحال ليس كافة المشاكل التي تواجهنا سوف تحتاج إلى جلسات القدح الذهني.
العصف الذهني ليست طريقة لتدبير الأزمات لكن الحاجة أم الاختراع، أحيانًا تحتاج الأزمات قرارات سريعة.
الناس لا يتصرفون كما ينبغي
في كافة جلسات العصف الذهني، تتصدى بعض تصرفات الناس إلى توليد الأفكار.
الإنسان بطبعه يركز على النتائج، إذا ركزنا على الحلول عوضًا عن الإمكانات، فسوف نولّد أفكارًا قليلة، حتّى لو كانت أصليّة.
التركيز على النتائج يعني أنّنا نحكم على الفكرة بالرجوع إلى جدواها وفائدتها بدلًا من قوتها وأرجحيتها.
الفكرة الجديدة لا تكون جيّدة بما يكفي إذا لم نطورها أو نحسنها أمّا التركيز على النتائج يؤدي إلى قتل الفكرة قبل تزكيتها.
في حقيقة الأمر، من الصعب عدم الحكم على الأفكار لأنّنا تعلمنا ذلك منذ الصغر أي: المناقشة والتفكير الناقد.
إذا أردت أن تتيقن من ذلك، اسأل أيّ شخص بخصوص أمر مّا، فسيبدأ بإيجاد عيوبه. لكن، في جلسات القدح الذهني، عليك أن تنسى شيء اسمه الملاحظات أو الانتقادات من الوهلة الأولى.
على التقييم أن يؤجل حتّى المرحلة الثانية.
بعض الأنظمة السياسية تمنع الناس من خلق الأفكار.
أحيانا، تتأثر طريقة تفكيرنا إذا ما كانت الأفكار التي سوف نقدّمها قد تؤثر في مهنتنا.
عدم إعطاء العملية أيّة أهمية
الفكرة التي تقول أنّ العصف الذهني عمل ارتجالي أساءت له أكثر ممّا نفعته.
إذا أردنا أن نولّد أفكارا ذات أهمية ينبغي لجلسات القدح الذهني أن تكون منظمة وأن يتحلى المشاركين بالانضباط.
العصف الذهني هو لُعْبَة وكل لُعْبَة عليها أن تحترم قوانين معينة لكي تنجح.
في القدح الذهني نحتاج لفريق ثم نعين المهمة أو المشكلة ثم نحدد وقت الجَلسة.
لذلك يعد التحضير مهمّا إذا أردنا أن تنجح جلسات العصف الذهني.
كيفية تدبير جلسات العصف الذهني؟
هناك 5 خطوات من أجل تدبير جلسات العصف الذهني بفعاليّة:
تحضير البيئة
على المسيّر أن يخلق بيئة مناسبة للعصف الذهني وأن يوفر جميع الأدوات التي سيحتاجها الفريق لبدأ الجَلسة.
وصف المشكلة بإسهاب
يقدم مسيّر الجَلسة المشكلة للمشاركين في الجَلسة وذلك بوصفها وتقديم معطيات أو الاقتراحات لحلها إذا وجدت.
تحديد تاريخ الجَلسة والقوانين التي ينبغي احترامها
مسيّر الجَلسة يحدد وقت الجَلسة ويخبرهم بالقوانين: توليد الأفكار بغزارة – لا توجد فكرة سيئة – تحليل الأفكار وتقييمها سيكون في أخر الجلسة- جميع المشتركين عليهم تقديم اقتراحات أو أفكار.
بدأ الجَلسة
على مسيّر أو منظم الجَلسة أن يحث كافة المشاركين على تدوين أفكارهم في مدة تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة.
تنظيم الأفكار والتصرف
في هذه المرحلة، يقوم منسق الجَلسة بالتخلص من الأفكار المكررة التي لا عَلاقة لها بالمشكلة ثم يصنف الأفكار وفقا لتشابهها …أو شيء من هذا القبيل.
مثال على العصف الذهني
يمكن تقديم مثال على استراتيجية العصف الذهني في حالة تطوير المنتجات، حيث يتم تشكيل فريق من المختصين في المجال، ويتمّ تحديد المشكلة التي يجب حلّها أو المنتج الذي يجب تطويره، ويتم تطبيق الخطوات التالية:
- توليد الأفكار: يتم تشجيع المشاركين على التفكير بشكل حر ومنفتح، وتوليد العديد من الأفكار المختلفة والمتنوعة حول المشكلة المحددة.
- التصفية والتحليل: يتم تحليل الأفكار المولدة وتصفيتها وفقًا للمعايير المحددة، مثل الجدوى والتكلفة والتطبيقية وغيرها، ثَمّ يتم اختيار الأفكار الأفضل والأكثر تحقيقًا للأهداف المرجوة.
- التنفيذ: يتم تطبيق الأفكار المختارة وتنفيذها في تطوير المنتج أو حل المشكلة المحددة.
على سبيل المثال، إذا كانت الشركة تريد تطوير منتج جديد، يمكن لفريق العمل استخدام العصف الذهني لتوليد العديد من الأفكار، مثل تصميم منتج بتصميم جديد أو إضافة مِيزة جديدة إلى المنتج الحالي أو تحسين جودة المنتج وغيرها. وبعد التحليل والتصفية، يمكن للفريق اختيار الأفكار الأكثر جدوى وتحقيقًا للأهداف، ثمّ تطبيقها في تطوير المنتج.
شروط العصف الذهني
توجد بعض الشروط التي يجب توافرها لضمان نجاح جَلسة العصف الذهني وتحقيق النتائج المرجوة، وتشمل:
- التركيز
- عدم التسرع
- التنويع في الأفكار
- عدم الانحياز
- الصدق
- المصداقية
- الاحترام
على المشاركين في الجَلسة العصف الذهني أن يتبعوا هذه الشروط لتحقيق أفضل النتائج وتوليد أفكار مبتكرة وإيجابية.
خلاصة القول
استراتيجية العصف الذهني عملية إبداعية هامة يمكن استخدامها في العديد من المجالات والأغراض، وتتميز بتفكير حر ومنفتح وتشجيع التنوع والتعدد في الأفكار.
في الشركات نحن نتقاضى راتبًا لأنّنا نُقدّم خدماتنا ونعمل على تحقيق أهداف المؤسسة التي نعمل لمصلحتها. ويعتمد نجاحنا على النتائج التي نحققها بفضل التفكير والإبداع سواءً كان ذلك في إنتاج منتجات جديدة أو تطوير أفكار مبتكرة أو حل مشكلات معقدة.
لذلك، فإنّ الشركات تحرص على جذب الموظفين الذين يتمتعون بمهارات التفكير الإبداعي والقدرة على توليد الأفكار الجديدة، وتعمل على تشجيعهم وتنمية مهاراتهم من خلال توفير بيئة عمل مناسبة وبرامج تدريبية وتطويرية.
فعلى الرغم من أن الإنسان كائن مفكر، فإنّه قد لا يكون مدركًا لطريقة تفكيره أو العوامل التي تؤثر فيها.قد يتجاهل البعض أهمية تطوير مهارات التفكير الخاصة بهم والبحث عن طرق لتحسينها، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرتهم على توليد الأفكار الجديدة والحلول الإبداعية.
لحسن الحظ، بعض المفكرين اليوم يعرفون استراتيجية العصف الذهني التي بمقدورها مساعدتهم على التفكير بطريقة، واضحة، وطريقة ابداعية، وفعّالة.
عند استعمال استراتيجية العصف الذهني علينا أن نفرّق بين: الحصول على الأفكار (توليدها) واستعمالها (تنفيذها).
بعض الأنماط التقليدية للتفكير مثل الحكم والتقويم والانتقاد لا تجدي نفعًا في بعض الحالات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتوليد الأفكار الجديدة والإبداعية.
ففي بعض الأحيان، يمكن أن تعوق هذه الأنماط من التفكير الإبداعي وتقييد الخيارات المتاحة.
في عملية القدح الذهني، ينبغي الفصل بين عملية خلق الأفكار وعملية استخدامها. ففي مرحلة خلق الأفكار، يتم جمع الأفكار وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة بطريقة غير منظمة وغير محدودة، ويجب أن تتم هذه المرحلة دون قيود وتقييدات.
أما في مرحلة استخدام الأفكار، فتتم مراجعة الأفكار المولدة وتحليلها واختيار الأفكار الأفضل والأكثر صَلاحِيَة لتنفيذها. ويتم في هذه المرحلة تقييم الأفكار وتحليل قدرتها على تحقيق الأهداف المحددة وتطبيقها على أرض الواقع.
يحطّم العصف الذهني عددًا كبيرًا من الأساطير بخصوص عملية التفكير:
- التفكير ليس ذكاء: أحيانا الأفكار الأقل ذكاء تكون الأفضل في عملية القدح الذهني.
- التعليم الجيد لا يعني التفكير الجيد: الأشخاص الحاصلين على درجات عليا في التعليم، ليسوا بالضرورة مفكرين جيدين ويمكن أن تخرج الأفكار الجيدة من أفواه الأشخاص الأقل خبرة في المجموعة.
- التفكير لا يعني تكديس المعلومات: كلما كانت لدينا أفكار أقل كان تفكيرنا أكثر حرية.
- لا ينبغي للتفكير أن يكون دائما منطقيّا: ينجح العصف الذهني غالبا عندما نربط بين الأفكار بروابط غير منطقية.
المقالة التالية، شرحت طريقة تسير جلسات العصف الذهني باستعمال التقنيات التي قدّمناها لكم.
ينبغي لكم ألّا تنسوا أنّ جلسات العصف الذهني تجعل التفكير أكثر متعة لأنّنا نفكر كما نشاء و نقول الأفكار التي خطرت ببالنا دون أن نخاف من الانتقاد أو غيره من الأمور التي تكبح عملية التفكير.