عند الحديث عن خطوات اتخاذ القرار، فإنّ أول ما يخطر بالبال هو العملية المنهجية التي يجب اتباعها من أجل التوصّل إلى القرار الصحيح والمناسب.
وتتجلى هذه العملية في تحديد المشكلة المطلوبة حلها، وجمع المعلومات اللازمة، وتحليل هذه المعلومات، وتقييم الخيارات المتاحة بهدف الحصول على النتائج المرجوة، واتخاذ القرار النهائي بناءً على التحليل والتقييم السابق، وتنفيذ القرار المختار، ومراقبة النتائج للتيقن من تحقيق الأهداف المرجوة.
يهدف الالتزام بهذه الخطوات إلى تحسين جودة القرارات التي يتم اتخاذها، وتقليل المخاطر والأخطاء الناجمة عن اتخاذ القرارات العشوائية أو الخاطئة.
يمكن أن تستخدم هذه الخطوات في مجالات مختلفة، مثل: الأعمال التجارية والحكومية والتعليمية والشخصية…
يتطلب اتخاذ القرارات الصائبة مهارات وأساليب معينة للتفكير والتحليل والتقييم. ويمكن تلخيص هذه الأساليب في عدد من الخطوات التي يجب اتباعها للتوصّل إلى قرار صحيح ومناسب.
فيمَا يلي سنستعرض باختصار هذه الخطوات: تحديد المشكلة – اقتراح حلول – تقييم الحلول المقترحة بعناية -اتخاذ القرار بشأن الحل الأفضل-تنفيذ الحل المختار-مراقبة الحل وتقييمه.
يمكن تلخيص خطوات اتخاذ القرار على النحو الآتي:
- تحديد المشكلة التي تحتاج إلى حل.
- اقتراح حلول مختلفة للمشكلة بناءً على المعلومات المتاحة والخبرات السابقة والأساليب المجربة والمثبتة علميًا.
- تقييم الحلول المقترحة بعناية، وتحليل النتائج المحتملة لكل حل، بما في ذلك: التكلفة، والوقت، والمخاطر، والمنافع.
- اتخاذ القرار بشأن الحل الأفضل بناءً على التقييم الذي تم إجراؤه، والتأكد من أن الحل المختار يتوافق مع الأهداف والقيم والمبادئ المطلوبة.
- تنفيذ الحل المختار على نحو دقيق وفعال، والعمل على تحقيق الأهداف المحددة.
- مراقبة الحل المنفذ وتقييمه لضمان أنه يعمل بشكل صحيح، واستبداله إذا لزم الأمر.
يمكن لهذه الخطوات أن تساعد على اتخاذ القرارات المدروسة والمنطقية، وتقليل احتمالات حدوث الأخطاء أوما لا يحمد عقباه.
مقدمة
كثيرًا من الأشخاص يخفقون في اتخاذ القرارات بطريقة مدروسة لأنّهم يجهلون المراحل والخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لاتخاذ القرار الصائب.
عندما يفتقر الشخص للمعرفة الكافيّة حول هذه المراحل والخطوات، فمن الممكن أن يغفل عن جوانب مهمة أو يتجاهل بعض الخيارات المتاحة، ممّا يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة وغير صحيحة.
لهذا السبب، ينبغي للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في اتخاذ القرارات أن يتعلموا المراحل الأساسية المتعلقة باتخاذ القرارات والخطوات التفصيلية التي يجب اتباعها في كل مرحلة. ويمكن الاستفادة من الكثير من المصادر المتاحة، مثل: قراءة الكتب (تعرّف إلى فوائد القراءة) أو متابعة الدورات التدريبية أو تصفح المواقع الإلكترونية …
تُعدّ القدرة على اتخاذ القرارات بصورة موضوعية وذاتيّة من الصفات الهامة التي يتحلى بها العظماء والرائدون في الأعمال عمومًا. فالقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة تساعد هؤلاء الأشخاص على تحقيق الأهداف التي يرغبون في الوصول إليها بشكل أكثر فاعلية ونجاحًا.
عملية بناء علاقات قوية بالناس المحيطين بك وخصوصًا مع الموظفين الذين تعمل معهم في الشركة نفسها أو المنظّمة يمكن أن تساعد على اتخاذ القرارات السريعة والذكيّة.
فبناء علاقات قوية يمكن أن يساعد على تحسين التواصل والتفاهم بين الأفراد وتبادل الأفكار والآراء والمعلومات بشكل فعال، ممّا يمكن أن يساعد على اتخاذ القرارات الملاءمة.
في هذه المقالة، سوف نتطرق إلى خطوات اتخاذ القرار (Decision-making process steps) ومهاراته، وسوف نذكر بعض الأمثلة عن مهارات اتخاذ القرار، إضافةً إلى طرق تطويرها وتحسينها.
مهارات اتخاذ القرار
مهارات اتخاذ القرار هي المهارات التي تسمح لنا بالاختيار بين قرارين أو أكثر، وذلك من أجل الوصول إلى أفضل النتائج في أقصر وقت ممكن.
تُعدّ مهارات اتخاذ القرار من الأمور التي يمكنها أن تساعدنا على النجاح في الحياة المهنية والشخصية.
بطبيعة الحال، لا يستطيع الإنسان أن يأخذ قرارات حاسمة دون امتلاك عدّة مهارات أخرى من شأنها أن تساعد على عملية اتخاذ القرار.
إذا أردت أن تكتسب وتتقن مهارات اتخاذ القرار، ينبغي لك أن تمتلك في البَدْء المهارات التالية وبما في ذلك:
- مهارة حل المشكلات
- مهارة القيادة
- الاستدلال العقلي
- الحس الداخلي
- القدرة على العمل الجماعي
- الذكاء العاطفي
- الإبداع والتفكير الإبداعي
- القدرة على تنظيم الوقت
- القدرة على التنظيم
مهارات حل المشكلات
تُساعد مهارات حل المشكلات على اتخاذ قرارات حاسمة. لذلك، على الشخص الذي يريد أن يتخذ قرارًا حاسمًا ومدروسًا أن يأخذ بعين الاعتبار الآراء ووجهات النظر المختلفة. فضلًا على ذلك، فصل المشاعر عن المحادثات التي يجريها، لأنّ المشاعر في أغلب الأوقات تؤثر في عملية اتخاذ القرار.
تقوم مهارات حل المشكلات بدور مهم في صياغة قرارات فعالة وسريعة. لهذا السبب، ننصح الجميع بالبحث الجيد وجمع عدد كبير من المعلومات التي من شأنها أن تساعدنا في اتخاذ قرارات رشيدة.
مهارة القيادة
مهارات القيادة هي مهارة تتجلى في تنظيم الموظفين والتأثير فيهم وتوجيههم عند الحاجة داخل الشركة أو المنظمة.
يستطيع القائد الجيد أن يختار القرار المناسب من بين القرارات التي اقترحها أعضاء الشركة أو الموظفين.
في هذه الحالة، تكمن القيادة الجيدة في القدرة على العمل الجماعي وتحفيز الموظفين من أجل إكمال مهامهم بعد عملية اتخاذ القرار.
الاستدلال العقلي
يُعد الاستدلال العقلي من المهارات الأساسية التي تساعدنا في التعرف إلى القرارات التي يمكنك اتخاذها.
قبل أن تتخذ أي قرار، ينبغي لك أن تدرس كافة مزايا وعيوب القرارات التي تفكر في اتخاذها. وذلك باللجوء إلى الموضوعية وعدم التأثر بأي عامل خارجي.
الحس الداخلي
الحس الداخلي هو القدرة على فهم أو معرفة شيء ما بناءً على مشاعرك عوضا عن الحقائق وكل ذلك دون استخدام المنطق.
يُمكن أن ينشأ حدسك من التجارِب التي عشتها في الماضي والخبرات والدروس التي تعلمتها طول حياتك.
تقوم تجاربك السابقة في الحياة بدور مهم في عملية اتخاذك للقرار. بعد عملية اتخاذ القرار، ينبغي لك أن تتحقق إذا ما كانت قراراتك منطقية وقابلة للتنفيذ.
العمل الجماعي
العمل الجماعي يتجلى في العمل مع عدة أفراد من أجل الوصول إلى هدف مشترك.
يتطلب العمل الجماعي التواصل الجيد والتعاون وتبادل الأفكار والخبرات بين الأعضاء في الفريق. وقد يتطلب العمل الجماعي أيضًا توزيع المهام بين الأعضاء بشكل فعال وتحديد المسؤوليات والواجبات الفردية والجماعية لتحقيق الأهداف المشتركة.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم والتحكم في مشاعرك عندما ترغب في التواصل بفعالية أو تخفيف الضغط النفسي أو التعاطف مع الآخرين أو فك النزاعات بين الناس.
يُمكن أن يساعدك الذكاء العاطفي في تحفيزك وتشجيعك على العمل بجهد ممّا سوف يؤدي بك إلى اتخاذ قرار جيد وسليم.
الإبداع والتفكير الإبداعي
يُساعد الإبداع والتفكير الإبداعي من توليد حلول لم يسبق لأحد أن تطرق لها من قبل.
لذلك، عليك أن تنظّم المحادثات التي تجريها مع الموظفين خلال الاجتماعات وأن تخصّص وقتًا كافيًا لكل واحد منهم لكي تستمع إلى الحلول الذي يقترحها.
هذا الأمر، سوف يجعل الموظفين واثقين بأنفسهم ممّا سوف يدفعهم إلى اتخاذ قرارات خلّاقة وتوليد أفكار مبدعة من شأنها أن تساعدنا على عملية اتخاذ القرار.
القدرة على تنظيم الوقت
يساعدنا تنظيم الوقت على اتخاذ قرارات بسرعة وكفاءة. لذلك، عليك أن تُحدّد الوقت المتاح لك من أجل اتخاذ القرار.
فضلًا على ذلك، تسمح لك عملية تنظيم الوقت بهيكلة كيفية اتخاذ القرار. على سبيل المثال لا الحصر، إذا كان عليك اتخاذ القرار في نهاية الأسبوع، فيمكنك قضاء الوقت في كل خطوة من خطوات اتخاذ القرار، بما في ذلك: الإجراءات الممكنة والحلول الذي يمكنك نهجها.
القدرة على التنظيم
تُساعد عملية التنظيم على اتخاذ القرار المناسب لاسيما عندما يكون عليك اختيار قرار واحد فقط من القرارات المقترحة أو المتاحة.
فعلًا، يُعدّ التنظيم من الأمور الأساسية في اتخاذ القرار النهائي الخاص بك. لذلك، ينبغي لك أن تلجأ إلى هذه المهارة لمعرفة النتائج التي تبحث عنها إذا ما كانت مفيدة أم لا.
مراحل اتخاذ القرار
يمكن تقسيم عملية اتخاذ القرار إلى عدّة مراحل، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه المراحل:
- تحديد المشكلة
- تدوين الحلول الممكنة
- وضع قائمة بمزايا وعيوب كل حل ممكن
- اختيار القرار النهائي مع قياس مدى ملائمته
تحديد المشكل
تُعدّ عملية تحديد المشكل من المراحل الأولية من أجل البحث عن حل مناسب لهذا المشكل قبل استفحاله وقبل فوات الأوان، لأنّ بعض المشاكل تحتاج إلى حلول سريعة، على سبيل المثال لا الحصر، توقف أحد خوادم الشركة.
تدوين الحلول الممكنة
بعد عملية تحديد المشكل، يأتي الدور عن اقتراح حلول مناسبة له. بطبيعة الحال، من أجل حل مشكل مّا يمكننا أن نحلّه بعدّة طرق، ولكن في أغلب الأوقات علينا أن نتخذ قرارًا واحدًا لا غير لكي تسرع من العملية.
وضع قائمة بمزايا وعيوب كل حل ممكن
بعض وضع جميع الحلول الممكنة، ننشأ لائحة تضم مزايا وعيوب كل حل مقترح. سوف تساعدنا هذه العملية على اختيار الحل الملائم واتخاذ قرار سليم.
اختيار القرار النهائي مع قياس مدى ملائمته
في هذه المرحلة، ينبغي لك أن تدرس جيّدا القرار الذي اتخذته من أجل معرفة إذا ما كان هذا الحلّ ملائمًا أم لا. ولا تقلق إذا ما اكتشفت أنّ الحل لم يناسب المشكل الذي تواجهه. لأنّ مع الوقت سوف تستفيد من أخطائك وسوف تكتسب خبرة كبيرة في المجال الذي تعمل فيه ممّا سوف يسهّل عليك حل أيّ مشكلة تواجهك دون عناء وبسرعة فائقة.
خلاصة القول
يُعدّ اتخاذ القرار عملية حيوية في الحياة الشخصية والمهنية، ولتحقيق النجاح في هذه العملية، ينبغي اتباع خطوات معينة.
يبدأ الأمر بتحديد المشكلة وتحديد أهداف القرار، ثم جمع المعلومات اللازمة وتحليلها بعناية. بعد ذلك، يتم وضع قائمة بجميع الحلول الممكنة وتحليل كل حل لتحديد مزاياه وعيوبه. وبعد التحليل، يتم اختيار الحل الملائم الذي يتناسب مع الموقف ويحل المشكلة بأفضل طريقة ممكنة.
باستخدام هذه الخطوات، يمكن للفرد اتخاذ القرارات بكل ثقة وفعاليّة، وتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
فضلًا عن ذلك، تسمح لك عملية اتخاذ القرارات الحاسمة والسليمة من بناء علاقات طيبة بزملائك في العمل.
يستطيع الإنسان أن يُحسن ويُطور مهاراته الخاصة خصوصا عملية اتخاذ القرار عن طريق اكتساب وتطوير المهارات التالية:
- مهارة حل المشكلات.
- مهارة القيادة.
- الاستدلال العقلي.
- الحس الداخلي.
- القدرة على العمل الجماعي.
- الذكاء العاطفي.
- الإبداع والتفكير الإبداعي.
- القدرة على تنظيم الوقت.
- القدرة على التنظيم.
