ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس (للكاتب ديل كارنيجي)

ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس (للكاتب ديل كارنيجي)

يُقدّم ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس للكاتب ديل كارنيجي ثلّة من النصائح والمبادئ لتحسين مهارات التواصل والتأثير في الآخرين وفهم نفسيّة الآخرين والتعامل معهم بطريقة تحترم مشاعرهم.

يُعدّ كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” للمؤلف ديل كارنيجي من أهم الكتب في مجال تطوير الذات والتواصل البشري.

يرى كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” أنّ نجاحنا في الحياة لا يعتمد في الدرجة الأولى على معرفتنا التقنيّة أو المهارات الصلبة فحسب، بل يعتمد اعتمادًا كبيرًا على قُدرتنا على التعامل مع الناس وقيادتهم.

في الواقع، الكتاب أداة قيّمة لتعلّم كيفية بناء علاقات ناجحة وكسب الأصدقاء، وكيفية التأثير في الآخرين بطريقة إيجابيّة.

في السياق ذاته، يُشدّد الكتاب على أهميّة مهارات التواصل والتفاوض وفن القيادة في تحقيق النجاح الشخصي والمهني.

ألّف ديل كارنيغي كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” عام 1937، وحقّق شهرة واسعة حيث بيع أكثر من 15 مليون نسخة منه.

يُركّز الكتاب على ثلّة من المبادئ الأساسية التي بمقدورها مساعدتك على بناء علاقات قويّة والتأثير الإيجابي في الآخرين.

فضلاً عن ذلك، يُقدّم الكتاب استراتيجيات عمليّة ونصائح فعّالة لتعلّم كيفية التعامل مع الناس بفعاليّة، وكيفيّة الوصول إلى قلوبهم وعقولهم.

باختصار، يُعدّ الكتاب دليلًا عمليًّا لتحسين مهارات التواصل والتأثير الإيجابي، سواءً في العمل أو في الحياة الشخصيّة.

محتوى المقالة

ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس

في ما يلي، ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس (للكاتب ديل كارنيجي) بالتفصيل الممل:

الجزء الأول: التقنيات الأساسية في التعامل مع الناس

مرحبًا بك في الجزء الأول!

في هذا الجزء من ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، سوف نتحدّث عن ثلاث تقنيات أساسية للتعامل مع الناس. على الرغْم من بساطتها، إلّا أنّها مُهمّة للغاية عند التعامل مع الآخرين.

التقنية الأولي: لا تنتقد، لا تدين، ولا تشتكِ

الانتقاد غير فعّال لأنّه يجعل الشخص يُدافع عن نفسه ويُبرّر تصرفاته.

مع ذلك، يُمكن أن يكون الانتقاد شديد الْخَطَر لأنّه يُؤذي فخر الشخص ويجعله يشعر بعدم الأهميّة، ويُثير الاستياء لديه.

فضلًا على ذلك، يُمكن أن يُؤدّي الانتقاد إلى نتائج عكسية نتيجة لـِتفاقم الصراعات وتعميق التوتر بين الأطراف.

عندما يتعرّض شخص مّا إلى الانتقاد، فإنّ رد فعله الطبيعي هو تبرير تصرفاته وأفعاله. حتّى لو كان الشخص يُدرك أنّه على خطأ، فإنّه سيجد أسبابًا لتبرير سلوكه.

بالتالي، يُمكن أن نستنتج أنّ الانتقاد مضيعة كبيرة للوقت والطاقة.

بدلًا من الانتقاد، ينبغي لنا أن نُحاول فهم الآخرين والتعاطف معهم، وأن نُحاول رؤية الأمور من منظورهم.

يُمكن أن يُؤدّي هذا النهج إلى بناء علاقات أفضل وتجنّب الصراعات غير الضرورية.

التقنية الثانية: قدّم التقدير الصادق والصريح

قال جون ديوي، أحد أعمق الفلاسفة في أمريكا، إنّ أعمق الدوافع في الطبيعة البشرية هي “الرغبة في أن يشعر الإنسان بأهمية”.

ببساطة، نحن جميعًا نرغب في البقاء، والأكل والشرب، والنوم، وتوفير المال، وحماية أطفالنا وأحبائنا… وأيضًا نُريد أن نشعر بالأهميّة.

في كثير من الأحيان، تتحقّق جميع هذه الرغبات الأساسية – باستثناء الشعور بالأهميّة.

يُعدّ تقديم التقدير والتشجيع بصدق إحدى الطرق لمنح الناس هذا الشعور بالأهمية.

عندما نُخبر الناس أنّهم مُهمّون، وأنّ ما يقومون به مُهم، وأنّهم يقومون بعمل رائع، فإنّنا نُعطيهم شعورًا بالأهميّة.

لنأخذ على سبيل المثال: كلمات لينكولن الذي بدأ رسالة بـ “الجميع يُحبون الإطراء”، وقول وليام جيمس بأنّ “أعمق مبدأ في الطبيعة البشرية هو الحنين إلى التقدير”.

الجميع يُحبّون الإطراء، والجميع يُحبّون التشجيع الصادق. الجميع يحبون أن يعلموا أنّ ما يقومون به مهم، وأنّهم يقومون به على نحو جيّد، وأنّهم ينبغي لهم أن يستمروا في ذلك.

يُعطينا التشجيع الإيجابي شعورًا بالأهمية ويجعلنا نرغب في القيام بأفضل من ذلك في المرة القادمة، في حين أنّ الانتقاد يقتل طموحنا.

يُذكّرنا ديل كارنيجي بأنّ جميع زملائنا في العمل بشر ويشعرون بالجوع للتقدير. عندما نستطيع تقدير شخص بصدق، نمنحه شعورًا بالأهمية ونزيد من مستوى حافزيته وثقته بنفسه، وبذلك نجعله يشعر بتحسّن في مزاجه وحالته النفسيّة.

التقنية الثالثة: إثارة الرغبة الشديدة في الشخص الآخر

لماذا نتحدّث عمّا نُريد دائمًا؟ هذا أمر طفولي وسخيف. بالطبع، نحن مُهتمون بما نُريده، إنّه أمر يشغل بالنا دائمًا.

لكن، الحقيقة هي أنّ الآخرين لا يهتمون بما نُريده، بل هم مثلنا، مُهتمون بما يُريدون.

لذلك، السبيل الوحيد للتأثير في الآخرين هو التحدّث عمّا يريدونه ومنحهم الطريقة المُناسبة للحصول عليه.

لكي نُقنع شخصًا مّا بفعل شيء مّا، فينبغي لنا أن نُخبره بما سيحصل عليه جرّاء ذلك. ما الفائدة التي سيجنيها؟ كيف ستتحّسن حياته؟ لا يهمهم ما يهمنا. ما يهمهم هو أنفسهم وحدهم، هذا أمر طبيعي.

لذا، لكي نُقنعهم، ينبغي لنا أولًا أن ننظر إلى الأمور من وجهة نظرهم، ونجعلهم يفهمون أنّه في مصلحتهم الشخصيّة أن يفعلوا ذلك. بعبارة أخرى، ينبغي لنا أن نُثير رغبة حارقة في الآخرين.

لنفترض أنّنا نُحاول إقناع أطفالنا بأكل البروكلي. لكي نُقنعهم، ينبغي لنا التفكير في الأسباب التي قد تُشجّعهم على ذلك. بالطبع ليس لأنّه صحي، في سنهم لا يهتمون بذلك. ما يُمكننا القيام به بدلًا من ذلك، هو تقديم فوائد تناول البروكلي لحياتهم.

يُمكنُنا أن نُخبرهم بأنّه سيجعلهم أكثر قوّة وطُولًا، وسُيساعدهم على أداء الرياضة على نحو أفضل بفضل العناصر الغذائية التي يحتويها. يُمكننا أن نقول أنّهم سيصبحون الأذكى في الصف، وسيحظون بإعجاب زملائهم بذكائهم.

إذن، المفتاح هو إيجاد أسباب تجعل الشخص الآخر يرغب في القيام بذلك، أسباب تتجلّى في مصلحتهم الشخصيّة.

الجزء الثاني: ست طُرق لجعل الناس يُحبونك

مرحبًا في الجزء الثاني من ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، حيث سوف تتعرّفون إلى ست طُرق لجعل الناس يحبونك. فلنبدأ!

الطريقة الأولى: اهتم بالآخرين اهتمام حقيقي

فكرة هذا الفصل بسيطة للغاية. يُمكننا كسب المزيد من الأصدقاء عن طريق التفاعل الصادق مع الآخرين بدلًا من التحدّث عن أنفسنا ومُحاولة إقناعهم بقيمتنا باستمرار.

يُمكننا أن نتعلّم هذا المبدأ من الكلاب. ماذا تفعل عندما يعود صاحبها إلى المنزل؟ إنّها تُبدي سعادة بالغة وتستقبله بحماسة وفرحة.

بمعنى آخر، إنّها تُظهر اهتمامًا حقيقيًا بصاحبها. هذا يترتّب عليه فائدة للكلاب. فهُم لا يضطرّون للعمل يومًا. كل ما عليهم فعله هو إعطاؤنا الحب. السبب في أنّنا نُحبّ الكلاب كثيرًا هو السبب نفسه في أنّنا نُحبّ الناس.

في حقيقة الأمر، نُحبّ الناس الذين يُظهرون اهتمامًا حقيقيًا بنا، الذين يعتقدون أنّنا أشخاص جيّدين، الذين يُظهرون أنّهم يُحبوننا، نحن نُحبّ الأشخاص الذين يُعجبون بنا.

من ناحية أخرى، قد يكون لديك بعض الأصدقاء الذين يتحدّثون باستمرار عن أنفسهم، ويتفاخرون بأنفسهم، ويُحاولون إقناع الجميع بروعتهم، ولا يمنحونك لحظة واحدة للتحدّث عن نفسك أو اهتماماتك.

إذا حاولت التحدّث، فلا يستمعون لك بالطريقة الصحيحة. أو يُقاطعونك باستمرار خلال حديثك.

مشكلة هؤلاء الأشخاص هي أنّهم لا يُظهرون أيّ اهتمام بنا. لهذا السبب، لا نُحبّهم بقدر ما نُحبّ الآخرين أو نتخلّى عنهم في أسرع وقت.

حسنًا، ما هي الطُرق العمليّة لإظهار الاهتمام الحقيقي بالناس؟ شيء واحد يُمكننا القيام به هو استقبال الآخرين بالحيويّة والحماس كما لو كُنّا نُريد أن نُخبرهم بشيء مثل:

“مرحبًا، إنّه من دواعي سروري رؤيتك مرّة أخرى!” “أستمتع دائمًا برؤيتك.” “أنا أحبّك”. “أنت شخص رائع ومُثير للاهتمام!” “أقدّر معرفتك!”

ينبغي لنا أن نستقبل الناس بطريقة تُظهر أنّنا فعليًّا مُهتمون ومُتحمّسون لرؤيتهم والتحدّث إليهم.

شيء آخر هو أن نُظهر فضولًا باهتماماتهم. إذا كان صديقك يتحدّث إليك عن كتاب قرأه للتو وشعرت أنّه استمتع فعلًا به، اسأله عن ماذا يتحدّث الكتاب؟ لماذا استمتع به كثيرًا؟ فقط دعه يتحدّث عنه…

الطريقة الثانية: ابتسم

ابتسامتك تُضيء حياة من يراها. ابتسامتك كالشمس المتلألئة بين الغيوم. خاصةً إذا كان هذا الشخص تحت الضغوطات من رؤسائه أو عملائه أو معلميه أو والديه أو أطفاله، فإنّ الابتسامة قد تُساعده على إدراك أنّ الأمور ليست كلّها ميؤوس منها – بأنّ هُناك فرح وأمل في هذا العالم الواسع.

أحيانًا، الأفعال أقوى من الكلمات، فالابتسامة قوة تستطيع أن تُحوّل تمامًا يوم شخص مّا دون أن ندري،  قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( تَبَسُّمُك في وَجْه أَخِيك لك صدقة ) رواه الترمذي.

تُعدّ الابتسامة طريقة سهلة لجعل الناس يُحبونك، فعندما تخرج من البيت، تعلّم أن تبتسم للبائع عند شراءك شيء مّا من متجره، أو عندما تلتقي بأصدقائك، ابتسم وعبّر عن تقديرك لهم. اجعل حياة الآخرين أكثر إشراقًا، وعبِّر لهم عن “أنا أُحبّكم، أنتم تجلبون لي السعادة، وأنا سعيد برؤيتكم.”

الطريقة الثالثة: تذكّر أنّ اسم الشخص بالنسبة إليه أحلى وأهم صوت في أيّة لغة

اسم الشخص له أهميّة كبيرة بالنسبة إليه، فالشخص العادي أكثر اهتمامًا باسمه من أيّ اسم آخر.

حينما تتذكّر وتستخدم اسم شخص مّا بسهولة، فإنّك تُقدّم له إطراءً فعّالًا. أمّا إذا نسيته أو كتبته بطريقة خاطئة، فإنّك تضع نفسك في موقف صعب.

يُعدّ تذكّر واستخدم اسم الشخص طريقة رائعة وبسيطة لجعله يشعر بالأهميّة، في حين أنّ نسيان الاسم يُعطي انطباعًا مغايرًا تمامًا. بمعنى آخر، يُمكن أن يستنتج الشخص أنّه ليس مهمًّا بالنسبة إليك.

لذا، في المرة القادمة التي تلتقي فيها بشخص جديد، حاول بكل جدّية تذكّر اسمه، وإذا كانت اسمه صعبا، فلا تتردد في طلب تكراره أو تهجئته.

الطريقة الرابعة: كن مُنصتًا جيّدًا – حُثّ الآخرين على التحدّث عن أنفسهم

إذا أردت أن تُصبح محاورًا جيّدًا، فكن منصتًا جيّدا. اسأل أسئلة سيستمتع الآخرون بالإجابة عليها؛ أسئلة تُشجّعهم على التحدّث عن أنفسهم وإنجازاتهم.

تذكّر أنّ الأشخاص الذين تتحدّث إليهم مُهتمون بأنفسهم وبمُشاكلهم وتطلّعاتهم مئة بالمئة. يعني ذلك أنّ ألم الضرس لشخص مّا يهمه أكثر بكثير من مجاعة تقتل مليون شخص.

تذكّر ذلك عندما تبدأ مُحادثة مّا. فخذ بعين الاعتبار أنّ الناس يهتمون بأنفسهم في المقام الأول، وبمُشاكلهم وطُموحاتهم وأهدافهم واهتماماتهم. ويعشقون التحدّث عن هذه الأمور. كل شيء آخر في هذا العالم ثانوي بالنسبة إليهم، خاصة مشكلات الآخرين.

يُشجّع كارنيجي على ترك الشخص الآخر يتحدّث أكثر. ما يُمكننا فعله خلال التحدّث مّع الشخص الآخر هو الاهتمام به والإنصات إليه، وطرح بعض الأسئلة، خاصّة الأسئلة التي نعتقد أنّ الشخص الآخر سيستمتع بالإجابة عليها.

الطريقة الخامسة: تحدّث بما يتناسب مع اهتمامات الشخص الآخر

أفضل طريق إلى قلب الشخص هو التحدّث عن الأمور التي يُحبّها أو يهتم بها. فالتحدّث بمُصطلحات تهم الشخص الآخر يعود بالنفع على الجانبين.

هذا الأمر واضح تمامًا. إذا كنّا في محادثة مع شخص مّا، فمن المُفترض أن نُوجّه الموضوع إلى شيء يهم الشخص الآخر. هذا الأمر يُساعدنا على إيجاد نُقَط مُشتركة، والتواصل، وبناء علاقة طيّبة بالشخص الآخر.

دعونا نتخيّل أنّك تعرف أن خالد شخص يكره الجيش. إذا كنت، في المُقابل، مؤيّدًا للجيش وتعدّه ضروريًا، ماذا سيحدث إذا بدأتما في التحدّث عن الجيش؟ سيكون الأمر على الأرجح كارثيًّا، ومن المحتمل جدًا أن تنتهي المُحادثة بنقاش محتدم حول من على حق ومن على خطأ.

في الحقيقة، لن تُصبحوا أصدقاء مُقرّبين أمّا إذا كُنت تعلم أنّك وخالد تُحبّان كليكما الجبال، ماذا تعتقد سيحدث إذا بدأتما في التحدّث عن الجبال؟ ستتدفق المُحادثة بطريقة رائعة. قد تقول: “الجبال رائعة لأنّها كبيرة وقويّة جدًا!” وسيردّ هو: “بالضبط! الجبال رائعة جدًا. هل سمعت من قبل عن جبل بروتو؟ إنّه أكبر جبل في شرق أوروبا و…” ستبنون حوار مملوء بالحيوية يستمتع به كل منكما.

الطريقة السادسة: اجعل الشخص الآخر يشعر بالأهمية – وافعل ذلك بصدق

هُناك قاعدة مهمّة جدّا في تصرفات البشر، وإذا اتّبعناها فسنتجنّب المشكلات تقريبًا.

في الواقع، إذا تمّ الالتزام بهذه القاعدة، فستجلب لنا العديد من الأصدقاء والسعادة المستمرة.

لكن، في اللحظة التي نخرق فيها هذه القاعدة، فإنّنا سنُواجه مشكلات لا نهاية لها.

القاعدة هي: دائمًا اجعل الشخص الآخر يشعر بأهميّته. كما ذكر جون ديوي، فإنّ رغبة الإنسان في أن يشعر بالأهميّة هي أعمق رغبة في الطبيعة البشرية، وقال وليم جيمس: “أعمق مبدأ في الطبيعة البشرية هو الحنين إلى التقدير”.

كلّنا نرغب في الموافقة من أولئك الذين نتفاعل معهم، ونرغب في الاعتراف بقيمتنا الحقيقية، ونُريد الشعور بأنّنا مُهمّون في عالمنا الصغير. لا نرغب في الاستماع إلى المُجاملات الرخيصة وغير الصادقة، ولكننا نتُوق إلى التقدير الصادق. هذا أمر مهم للغاية، فنحن جميعًا نشتهي التقدير والشعور بالأهميّة.

نحن جميعًا نرغب في الموافقة والتقدير، وأنّنا نقوم بعمل جيّد، وأنّنا أشخاص طيبين، وأنّ الآخرين يُحبوننا ويُقدّرونا، وأنّنا مُهمّون بالنسبة إليهم. السؤال هو: كيف يُمكننا جعل الآخرين يشعرون بالأهميّة؟ وكيف يُمكننا تلبية هذه الرغبة العميقة لديهم؟ طريقة واحدة للقيام بذلك هي أن نسأل أنفسنا: ما الذي يُمكنني أن أحترمه حقًا في هذا الشخص؟

فلنفترض أنّ شخصًا يُمارس الرياضة بانتظام ومفتول العضلات. في هذه الحالة، يُمكننا أن نقول له: “يا رجل، لديك جسم رياضي رائع، هل تمرّنت كثيرًا للحصول على هذه العضلات الكبيرة؟”…

الجزء الثالث: كيف تجعل الناس يتفقون مع وجهة نظرك

في الجزء الثاني من ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، تعرّفنا إلى 6 طرق لجعل الآخرين يحبونك. الآن سنُغيّر قليلًا السياق ونُلقي نظرة على 12 مبدأً بمقدوره مُساعدتك على إقناع الناس بوجهة نظرك.

المبدأ 1: الطريقة الوحيدة للخروج بالفائدة من جدال هي تجنّبه تمامًا

لا يُمكنك الفوز في جدال، فإذا خسرته فقد خسرت، وإذا فُزت فيه فقد خسرت أيضًا. لماذا؟ لنفترض أنّك فُزت في الجدال ودحضت حجة شحص مّا وأثبت أنّه على خطأ. ثم ماذا؟ ستشعر بالفخر بنفسك، لكن ماذا عن الآخر؟ لقد جعلته يشعر بالاستصغار، وأصابت كبرياؤه. سيشعر بالاستياء من فوزك.

كم من الصداقات قد انهارت بسبب جدال تافه؟ كم من العلاقات قد تلاشت بسبب الخلافات المُستمرة؟ كم من الحزن والأسى والكراهية والألم والموت والحروب قد نشأت من أجل جدال بسيط؟

يُؤكّد كارنيجي على أنّه لا يُمكن الفوز في جدال، حتى إذا “فزنا رسميًّا”، كل ما نحصل عليه هو شخص يشعر بالاستياء منّا وربما ينتظر الفرصة المُناسبة للرد.

لذا، حتّى لو كنت على حق، لا يجدر بك أن تُجادل، فلماذا تُثبت أنّ الآخر مُخطئ؟ هل ستزيد من حب الآخرين لك؟ ، بل قد تخسر كل شيء دون أن تدري.

المبدأ 2: أَظْهِرْ احترامًا لآراء الشخص الآخر. لا تقل أبدًا: “أنت مخطئ”

لا تُخبر الناس بأنّهم مخطئون انطلاقًا من التعابير الوجهية أو التلويح أو الإيماءات – إذا قُلت لهم إنّهم مخطئون، هل سوف تجعلهم ذلك يتّفقون معك؟ بالطبع لا! فقد هاجمت ذكائهم، وكبريائهم، واحترام ذاتهم.

هذا سيجعلهم يرغبون في الرد. لكنه لن يجعلهم يُغيّرون أبدًا آرائهم. ماذا يحدث عندما تقول لشخص مّا أنّه مخطئ؟ فورًا سينظر إليك كتحدّي وسيُحاول إثبات صوابه.

سيبدأ في التفسير والتبرير. عادةً ما تكون هذه المُناقشات حروبًا، حيث يُحاول الجميع إثبات أنّه الأذكى، والأهم من ذلك: أنّه على صواب!

إذا أثبت أنّ الآخرين على خطأ، فسيحدث شيئان. أولًا، سوف يستاؤون منك، لأنّك جرحت كبرياؤهم ومشاعرهم. ثانيًا، سوف يفعلون كل شيء لإثبات خطأك. لن يُصدقوا كلامك، وسوف يُحاولون إثبات أنّهم على حق. وقد يلجأون إلى البحث في جوجل لساعات لمُحاولة إثبات أنّهم على حق.

ما الذي ينبغي لنا فعله بدلًا من ذلك؟ إذا قدّم شخصمّا بيانًا تعتقد أنّه خاطئ – نعم، حتّى لو كنت تعلم أنه خاطئ – أليس من الأفضل أن تبدأ بالقول: “حسنًا، انظر، أُفكّر بطريقة مُختلفة، لكن قد أكون مخطئًا. غالبًا ما أكون كذلك. دعونا نفحص الحقائق.” ما أفضل رد فعل سيجلب! بدلًا من استخدام عبارات مهينة، ينبغي لنا أن نبدأ في استخدام عبارات تُخبر الشخص الآخر أنّنا نفهمهم ونحترم آرائهم.

المبدأ 3: إذا كنت مُخطئًا، فاعترف بذلك بسرعة وبطريقة قاطعة

من المُريح الاعتراف بالأخطاء، فهو لا يمحو الشعور بالذنب فقط، بل في كثير من الأحيان يُساعد على حل المشكلة التي أحدثها الخطأ.

يُمكن لأيّ شخص أن يُحاول الدفاع عن أخطائه – كما يفعل مُعظم الناس – لكن الاعتراف بالخطأ يرفع المرء فوق القطيع ويمنحه شعورًا بالنبل والفرح.

يروي كارنيجي قصة حدثت له حين قاد كلبه إلى الحديقة دون قيد، ونبّهه ضابط شرطة أنّ ذلك مُخالف للقانون. عندما التقى بالضابط مرّة أخرى، اعترف بأنّه كان مُخطئًا واعتذر، ما جعل الضابط يتصرّف بلُطف ويُلغي العُقوبة. إذا كان البشر يتوقون إلى الشعور بالأهميّة، فإنّ الاعتراف بالخطأ يُظهر الرحمة ويزيد من شعور الفرد بالتقدير.

لذا، في المواقف الصعبة، ينبغي لنا أن نتقبّل الخطأ ونعترف به، فهذا يُظهر احترامنا للآخرين ويُساعد على حل النزاعات بطريقة بنّاءة.

المبدأ 4: ابدأ بطريقة ودية

إذا شعرت بالغضب وهاجمت شخص مّا وأخبرته ببعض الأمور، قد تشعر بالراحة بعد ذلك، لكن كيف سيشعر هذا الشخص؟ هل يجعله ذلك يُوافق على وجهات نظرك بعدما أساءت إليه وهاجمت كرامته؟ في الحقيقة لا.

بدلًا من ذلك، يُمكننا أن نبدأ بطريقة وديّة، ونُقدّم للآخر فُرصة للتفكير في وجهات نظرنا.

ينبغي لنا أن نكون مثل الشمس، تشع بالدفء واللطف، بدلًا من أن نكون كالرياح العاتية. لذلك، ينبغي لنا اختيار النهج الودي.

المبدأ 5: حاول جعل الشخص الآخر يقول “نعم، نعم” على الفور

عند التحدّث مع الآخرين، لا تبدأ بمُناقشة الأمور التي تختلفون فيها، بل ابدأ بتأكيد وتوضيح الأمور التي تتفقون فيها، حافظ على ذلك طول المحادثة.

نسعى دائمًا لإظهار أنّنا في طريق واحد، نسعى لتحقيق الهدف نفسه، وأنّ الاختلاف يكمُن في الطريقة وليس في الهدف.

فالتركيز على الاهتمامات المُشتركة يجعل المُحادثة سلسة، في حين أنّ المُناقشة تُصبح مصدر للنزاع وتُقلّل من فُرص إقناع الآخر بوجهة نظرك إذا ركّزنا على الاختلافات.
لذا، ينبغي لنا أن نحرص على تجنّب قول لا للشخص الآخر، لأنّ هذا يجعله يشعر بالعداء.

المبدأ 6: دع الشخص الآخر يتحدّث كثيرًا

عندما تُحاول إقناع الآخرين بوجهة نظرك، فقد يدفعك ذلك إلى التحدّث بإفراط. بدلًا من ذلك، دع الآخرين يتحدّثون عن أنفسهم، وقضاياهم، واستمع إليهم بصبر وانتباه.

عندما تختلف معهم، قد ترغب في مُقاطعة كلامهم، لكن ذلك شديد الْخَطَر. فهم لن يُنصتوا لك في حين أنّهم يمتلكون العديد من الأفكار الخاصة بهم. استخدم التواصل الفعّال لإظهار تقديرك واهتمامك بآرائهم، اجعل أصدقاؤك يشعرون بالأهمية بتقدير إنجازاتهم.

المبدأ 7: اِجْعَلْ الشخص الآخر يشعر بأنّ الفكرة هي له أو لها

أليس لديك الثقة الكبيرة بالأفكار التي تكتشفها بنفسك أكثر من الأفكار التي يُقدّمها لك الآخرون على طبق من فضة؟ إذا كان الأمر كذلك، أليس من الحكمة عدم مُحاولة فرض آرائك على الآخرين؟

بدلًا من ذلك، لماذا لا تُقدّم اقتراحات وتدع الشخص الآخر يُفكّر في النتيجة بنفسه؟ هل تستمتع بتلقّي الأوامر؟ بالطبع لا، جميعنا نُفضّل التفكير باستقلالية.

إذا كان لدينا فكرة رائعة، يُمكننا تقديم اقتراحات وتوجيه الشخص الآخر نحو هذه الفكرة، وبذلك يُصبح مقتنعًا بها ومُستعدًا لتنفيذها.

المبدأ 8: حاول بصدق رُؤية الأمور من وجهة نظر الشخص الآخر

تذكّر أن ّالأشخاص قد يكونون مُخطئين تمامًا، لكنهم لا يدُركون ذلك. لذا، لا تحكم عليهم، بل حاول فهمهم.

فقط الأشخاص الحكماء والمتسامحون يُحاولون فعل ذلك. هناك سبب واضح لتصرفات الآخرين. حاول أن تكتشف هذا السبب – فهو مفتاح تصرفاتهم، وربما شخصيتهم.

حاول بصدق أن تضع نفسك في مكانهم. هذا المبدأ مُهم جدًا عند التعامل مع الآخرين.

ينبغي لنا أن نُدرك أنّه حتّى لو كانوا مخطئين، فإنّهم يظنون أنّهم على حق.

لذا ينبغي لنا دائمًا مُحاولة رؤية الأمور من وجهة نظرهم. إذا فعلنا ذلك وفهمنا دوافعهم واهتماماتهم وطريقة تفكيرهم، فسيُصبح التفاعل معهم أسهل بكثير.

المبدأ 9: تظاهر بالتعاطف مع أفكار ورغبات الشخص الآخر

أغلب الأشخاص الذين قد تلتقي بهم يتُوقون إلى التعاطف والتفهّم. عندما تُقدّم لهم ذلك، سوف يُحبونك. إنّه أمر مذهل! الناس يرغبون في أن يستمع إليهم الآخرين بانتباه، والأهم من ذلك: يُريدون أن يُفهموا. يرغبون في معرفة أنّك تفهم آرائهم ومشاكلهم.

يُعطي الكاتب مثالًا عن ذلك،يقول: عندما قرأت كتابًا عن الحمية واكتشفت أنّ كثيرًا من الأشخاص الذين يُعانون الوزن الزائد ليسوا مسؤولين عن وزنهم وأنّ فقدان الوزن صعب جدًا. أخبرت والدتي بذلك (التي تحاول فُقدان الوزن مع أنّني لا أرى ذلك ضروريًا لأنّها ليست سمينة على الإطلاق)، كانت ردة فعلها مُدهشة. “أعلم! كانت سعيدة تمامًا، ببساطة لأنّني وافقت على وجهة نظرها. لأنّها شعرت بأنّني أفهمها. لأنّني الآن قادر على فهم مُعاناتها، وأنّه ليس ذنبها، وأنّه من الصعب جدًا…

المبدأ 10: حاول الاستنجاد بالدوافع النبيلة

الأشخاص لديهم دافعان لفعل الأمور: دافع يبدو جيّدًا ودافع حقيقي. الشخص يعرف السبب الحقيقي لفعله، لكن من الأفضل التركيز على الدافع النبيل.

يُمكن أن يُساعد استخدام الدافع النبيل على تغيير آراء الأشخاص والوصول إلى تفاهم أفضل معهم.

المبدأ 11: أضف جانبًا دراماتيكيًا لأفكارك

يُشدّد الكاتب على أهميّة استخدام الدراما لجذب انتباه الآخرين كما يفعلون في السينما و التليفزيون.

يُشجع الكتاب على تجسيد الحقائق بطريقة مُثيرة وشيّقة، مع استخدام الإبداع في تقديم الأفكار بطُرق تجذب الانتباه وتجعلها أكثر إثارة وحيوية.

المبدأ 12: أطلق تحدّيًا

يُشير الكاتب إلى أهميّة تحفيز الرغبة في التفوق وإلقاء التحدّي كوسيلة للتأثير في الآخرين لأنّ الناس يُحبّون التحدّيات وفُرص التعبير عن أنفسهم وإثبات قيمتهم والفوز.

لذلك، ينبغي لنا استخدام هذه الرغبة من أجل تحفيز الآخرين على تحقيق النجاح والإنجاز.

الجزء الرابع: كن قائدًا: كيف تُغيّر الناس دون إثارة الاستياء أو إثارة الانتقادات

في هذا الملخص، تعلّمنا أنّ انتقاد الناس عادة غير فعّالة. مع ذلك، قد نلجأ إليه أحيانًا من أجل التصحيح أو إعطاء النصائح، أو انتقاد شخص مّا.

مع ذلك، هناك مليون طريقة لفعل ذلك بهدف تجنّب إثارة الاستياء أو الانتقادات.

لذا في الجزء الأخير من ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، سوف نتعلّم مبادئ ديل كارنيجي التسعة لتغيير آراء الناس دون إثارة الاستياء أو الانتقادات.

هيّا بنا نستكشف هذه المبادئ ونُطبقها في حياتنا اليوميّة.

في ما يلي، المبادئ:

  1. ابدأ بالثناء والتقدير الصادق.
  2. أشر إلى أخطاء الأشخاص بطريقة غير مباشرة.
  3. تحدّث عن أخطائك الشخصيّة قبل أن تنتقد الشخص الآخر.
  4. استخدم الأسئلة بدلًا من إصدار الأوامر المباشرة.
  5. دع الشخص الآخر يحفظ ماء وجهه.
  6. ثمّن أدنى تحسّن وثمّن كل تحسّن. كن كريمًا في إشادتك وسخيًا في مديحك.
  7. امنح الشخص الآخر سُمعة طيبة يسعى لتحقيقها.
  8. استخدم التشجيع – اجعل الخطأ يبدو سهلًا للإصلاح.
  9. اجعل الشخص سعيدًا للقيام بالشيء الذي تقترحه.

خلاصة القول

في هذا المقال، قدّمنا لكم “ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” للكاتب ديل كارنيجي، الذي يهدف إلى تحقيق تواصل فعّال وتعزيز العلاقات الشخصيّة والمهنيّة عن طريق تقديم مجموعة من المبادئ العمليّة والقابلة للتطبيق في الحياة اليوميّة.

تُركّز هذه المبادئ على استراتيجيات، مثل: الاهتمام بالآخرين، وتحفيزهم، وفهم آرائهم، والتعامل معهم بلطف واحترام، وتقديم الثناء لهم، والتعبير عن الاهتمام بمُشكلاتهم، وغيرها من النُّقَط التي تُساعد على بناء علاقات صحيّة وإيجابية.

أتمنى أن يكون “ملخص كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس” (للكاتب ديل كارنيجي) أعجبكم، لذلك، لا تنسوا مُشاركته مع أصدقائكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Scroll to Top