التفكير الناقدأنواع التفكيرالمهارات

ما هي خطوات التفكير الناقد

تتجلى خطوات التفكير الناقد في: جمع المعلومات والتحليل والتقييم والتطوير المستمر. قبل التطرق لخطوات أو مراحل التفكير الناقد بالتفصيل الممل، فلا بد من الإشارة إلى تعريف التفكير الناقد وعلاقته بالتفكير المنطقي وصفات المفكر الناقد.

 إذن، ما هو تعريف التفكير الناقد؟

في حقيقة الأمر، التفكير الناقد (بالإنجليزية: critical thinking)‏ هو نوع من التفكير يتجلى في التساؤل (طرح أسئلة) والتحليل والتأويل والتقييم وإطلاق أحكام بخصوص ما تقرأون وتسمعون وتقولون وتكتبون.

بإيجاز، التفكير الناقد هو إصدار أحكام استنادًا على المعلومات المتوفرة عن طريق مبادئ التفكير المنطقي.

لا يعني اللجوء إلى التفكير الناقد التركيز على الجانب السلبي وعيوب الشيء لكنّه يعني بالدرجة الأولى، القدرة على طرح الأفكار بطريقة واضحة وتحليل وتفكيك المعلومات المتوفرة في حوزتكم وتأويلها واستخدام هذا التأويل من أجل التوّصل إلى قرارات وأحكام صائبة.

أكثر الناس يظنون أنّ التفكير الناقد سمة فطرية، لكن في الحقيقة، هذا الافتراض لا أساس له من الصحّة، لأنّ التفكير الناقد مهارة ناعمة، يستطيع الجميع تعلمها وتطويرها عن طريق التعلم والممارسة والتطبيق في الحياة اليومية.

في مجال التعليم، يرتبط التفكير الناقد ارتباطًا كبيرًا بالحجج، لأنّ في غالب الأحيان ينطق الأستاذ فكرة، ثم يطلب من التلاميذ اعتقادهم الشخصي بخصوصها وذلك بإعطاء حجج قوية وخاضعة للمنطق.

إذا كنتم ترغبون في تنمية حسكم النقدي أو التفكير الناقد الخاص بكم، فعليكم:

التحقق من مصادر المعلومات المقترحة وتقييمها وخلق أو تركيب حجج خاصة بكم من خلالها أو بالاستعانة بها.

ممّا سبق، يتبين لنا أنّ مهارات التفكير الناقد قابلة للتعلم والتحسين وذلك بتشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة والتحليل والتقييم والتفسير والاستنتاج، وتوفير الدعم والتوجيه اللازمين لهم لتحسين مهاراتهم الناقدة.

لكن، السؤال الذي يطرح نفسه ما هي خطوات التفكير الناقد؟

خطوات التفكير الناقد

مع أنّنا نفكر بطريقة نقدية من وقت لآخر دون دراية، إلّا أنّنا لا ننتقد بطريقة منهجية، بل ننتقد بطريقة عشوائية وغير مدروسة. لهذا السبب، في هذه المقالة سوف نعرض لكم خطوات التفكير الناقد من أجل استعماله بطريقة علمية.

خطوات التفكير الناقد

تكمن خطوات التفكير الناقد في: جمع المعلومات+ التحليل + التقييم + التطوير المستمر.

جمع المعلومات

جمع المعلومات هي عملية ضرورية خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد أو أي نمط آخر من التفكير.

 لكي تصبحوا مفكرين ناقدين، فعليكم أن تجمعوا الكثير من المعلومات التي بمقدورها مساعدتكم على إصدار أحكام سديدة واتخاذ قرارات سليمة وحل المشكلات بإبداع.

لذلك، نوصيكم على نحو دائم بالقراءة والبحث عن المعلومات والأفكار لكي تطوروا مهارات التفكير الناقد الخاصة بكم بصورة ملموسة.

التحليل

يأتي التحليل بطبيعة الحال بعد جمع المعلومات اللازمة من أجل حل مشكلة مّا.

يهدف التحليل بطبعه إلى تفكيك عناصر أو أجزاء المعلومات المتوفرة والاحتفاظ بالمعلومات المناسبة للمشكلة التي تواجهكم …

التقييم

يؤدّي التقييم دورا مهما في التفكير الناقد أو حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، لأنّه يُساعد على إصدار أحكام عن المعلومات والأفكار التي جمعتموها وحللتموها بهدف التعرّف إلى ما إذا كانت هذه المعلومات والأفكار جيّدة بما يكفي لإصدار أحكام نهائية أو اتخاذ قرارات سديدة.

التطوير المستمر

التطوير المستمر ركن مهم من أركان النجاح في أي قطاع من القطاعات، لأنّ من غيره لن نطوّر مهاراتنا إطلاقًا.

 إذا شئتم تطوير مهاراتكم الخاصة فيجب عليكم القراءة باستمرار في مجال تخصصكم أو مشاهدة دورات أنشأها المتخصصون في مجالاتهم، هذا الأمر سوف يجعلكم تُنمون المهارات الصلبة في مجال تخصصكم ممّا سوف يساعدكم على اتخاذ قرارات سديدة وحل كافة المشاكل التي تواجهكم أو تواجه الناس الذين تربطهم عَلاقة بكم …

في السياق نفسه، إذا رغبتم في تنمية مهارات التفكير الناقد الخاصة بكم، فلا بد أن تطالعوا كتب عالية الجودة ومكتوبة من طرف متخصصين وليسوا متطفلين عن المجال.

مهارات التفكير الناقد

مهارات التفكير الناقد هي ثلة من المهارات تُساعدكم على تنمية الحس النقدي الخاص بكم، على سبيل المثال: البحث والفضول المعرفي والتحليل والاستدلال المنطقي

مهارات التفكير الناقد

تحديد الموضوع

مهارة تحديد الموضوع هي مهارة يستعملها المفكر الناقد من أجل تحديد وتعيين العناصر المكونة لمشكلة مّا أو قضية مّا.

في حقيقة الأمر، لن نستطيع حلّ مشكلة مّا أو إصدار قرار مّا من غير تحديد موضوع المشكلة ووصفه بطريقة دقيقة.

البحث

يُعدّ البحث عن المعلومات أو الأفكار من أهم مهارات التفكير الناقد عندما نرغب في تطوير أنفسنا، أو تثقيف أنفسنا، أو اتخاذ القرارات، أو حل المشكلات، لكن أكثر الناس يبحثون في المكان غير المناسب على المعلومات التي يرغبون فيها …

إذا أردتم أن تصبحوا مفكرين ناقدين، فعليكم اللجوء إلى أصحاب الاختصاص وقراءة كتبهم، لأنّهم متعمقون في مجال تخصصاتهم، وبفضل خبرتهم سوف تحلون مشكلاتكم بسرعة فائقة وتطورون المهارات الصلبة والمهارات الناعمة الخاصة بكم.

تحديد الانحيازات

بكلمات بسيطة، الانحياز هو الميل إلى أفكارنا ومواقفنا في الدرجة الأولى وعدم الأخذ بعين الاعتبار آراء وأفكار الآخرين أول وهلة. لهذا السبب، عليكم أن تكونوا متيقظين عندما ترغبون في التفكير بطريقة ناقدة بخصوص قضية مّا أو اتخاذ قرار مّا أو حل مشكلة مّا، لأنّ الانحيازات من شأنها منعكم من النظر إلى القضايا بطريقة موضوعية ومنطقية.

الاستدلال العقلي

يُعدّ الاستدلال العقلي جزءًا أساسيًا في التفكير الناقد، لأنّه يساعد الفرد على تقييم المعلومات والأفكار المتاحة واستخدامها للتوصّل إلى استنتاجات معيّنة.

يُمكن استخدام الاستدلال العقلي في التفكير الناقد لتحليل الأفكار والحجج والأدلّة والتأكد من صحتها ومطابقتها للعقل.

الربط بين الأفكار والمعلومات (الصلة)

تُعدّ الأفكار والمعلومات من أركان التفكير الناقد، لأنّ الفرد يستخدمها من أجل تحليل المواقف والأفكار واتخاذ القرارات بشكل منطقي وموضوعي.

يتوكل التفكير الناقد على الربط بين الأفكار والمعلومات وتحليلها باستخدام المنطق والعقل.

الفضول المعرفي

الفضول المعرفي هو الرغبة الشديدة في البحث عن المعرفة وفهم العالم من حولنا.

يلعب الفضول المعرفي دورا كبيرًا في توسيع مدارك الفرد وتطوير مهاراته العقلية.

يساعد الفضول المعرفي على تطوير قدرات الفرد في التفكير الناقد عن طريق تحسين قدراته على جمع وتحليل المعلومات والأفكار.

لذلك، إذا أردتم أن تصبحوا مفكرين ناقدين، فعليكم القراءة بانتظام من أجل تطوير المهارات الخاصة بكم وإغناء رصيدكم المعرفي.

التحليل

يُعدّ التحليل من المهارات الأساسية عندما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد… لا يمكنكم أن تصبحوا مفكرين ناقدين من غير التمكن من أبجديات التحليل.

يكمن التحليل في تفكيك مكونات أو عناصر قضية مّا تم تقييمها على نحو دقيق وتحديد العَلاقة بينها وتحديد الأسباب والعوامل التي تؤثر في الوضع الحالي.

الإبداع

الإبداع عنصر مهم في التفكير الناقد، لأنّه يساعد الفرد على الخروج عن المألوف والتفكير بأفكار جديدة ومبتكرة.

يمكن للإبداع أن يساعد الفرد على “عدم التفكير بطريقة تقليدية” والتفكير في حلول جديدة ومبتكرة للمشكلات التي تواجهكم.

تفتح الذهن

يمكن للفرد تطوير مهارات التفكير الناقد عن طريق الاستماع لآراء الآخرين بشكل منفتح، وعدم الانغماس في آرائه الخاصة فقط.

عندما يستمع الفرد لآراء الآخرين، يُوسّع آفاقه ويفهم المشكلات من وجهات نظر مختلفة، وبذلك يُحسّن قدرته على التفكير الناقد واتخاذ القرارات الصحيحة.

مهارة حل المشكلات

عندما تواجه الفرد مشكلة مّا، فإنّه يحتاج إلى القدرة على تفكيك المشكلة وتحليلها بطريقة منطقية وموضوعية، وعلى هذا اقتراح حلول لها بطريقة إبداعية ومبتكرة. لذلك، تُعدّ مهارات حل المشكلات جزءًا أساسيًا من التفكير الناقد.

صفات المفكر الناقد

يتّصف المفكر الناقد بالكثير من الصفات المرغوبة، ومن أهم هذه الصفات، نتطرق إلى:

صفات المفكر الناقد
  1. يميّز بين الرأي المبني على التجارِب الشخصية والواقع المدعوم بمعلومات ملموسة وبحوث علمية.
  2. يربط بين الأفكار باستعمال الروابط المنطقية الموجودة في اللغة مثل: في بادئ الأمر- ثم – ف- إذن – إضافة إلى …
  3. يحلّل وجهات نظر الناس المحيطين به.
  4. يُفتّش عن الأسباب التي قادت إلى حدوث أمر مّا يخصه أو يخص الناس الذي يعرفهم.
  5. يدعم حججه دائمًا بآراء المتخصصين.
  6. لا ينتقل إلى الاستنتاج المتسرع، بل يحاول جاهدًا جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها.
  7. يُقيّم نفسه باستمرار.
  8. يعرف نِقَاط قوته ونِقَاط ضعفه.
  9. يحسّن من مهاراته على الدوام.
  10. يقرأ كثيرًا لا سيما في مجال تخصصه.
  11. يتحقق مصادر المعلومات…
  12. يُفرّق بين الاستقراء والاستنباط (الاستقراء هو الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي الاستنباط هو الاستنباط هو انتقال الذهن من قضية أو عدة قضايا (المقدّمات) إلى قضية أخرى (النتيجة) وفق قواعد المنطق، وليس بالضرورة أن يكون انتقالًا من العام إلى الخاص أو من الكلي إلى الجزئي…).
  13. لا يتوقف عن التعلم ويواكب التغيرات التي تحدث في مجال تخصصه.
  14. يعتمد على التفكير المنطقي كثيرًا.
  15. متفتح الذهن: يتقبل وجهات نظر الآخرين من غير أن تؤثر فيه بسلبية.
  16. واثق بنفسه وله تقدير ذات عال.
  17. يستمع بانتباه للآخرين (الإنصات الفعّال)
  18. يلتزم بالمهام المفوضة له.
  19. يحرص دائمًا على التعلم من تجارِب الآخرين حتّى من بسطاء العقول (متواضع).

معوقات التفكير الناقد

معوقات التفكير الناقد

التفكير الناقد ليس سهلًا كما يعتقد الكثيرون، فعندما نجرّب التفكير بطريقة ناقدة، تقابلنا عدّة تحديات وحواجز تمنعنا من تطوير مهاراتنا الناقدة. لذلك، ينبغي لنا التحلي بالصبر والثبات والاستعداد للتعلم والتحسين المستمر، حتّى نتمكن من نغلب عن هذه المعوقات وتطوير مهارات التفكير الناقد الخاصة بنا بشكل فعال.

إذن، ما هي معوقات التفكير الناقد؟

تحتوي معوقات التفكير الناقد على: الأنانية، والتفكير الجمعي، والتأثر الاجتماعي، والتحيزات الشخصية، والقلق، والغرور، والخوف، والكسل، والتحيز للحالة الطبيعية، والتجارب السابقة، والافتراضات

يمكنكم الاطلاع عن المقالة المفصلة عن: معوقات التفكير الناقد.

معايير التفكير الناقد

تتضمن معايير التفكير الناقد في: الوضوح والدِّقَّة والصِحّة والمطابقة والاتساق والمنطقية والشمولية (الإحاطة) والإنصاف. 

خلاصة القول

كما رأيتكم، ففي هذه المقالة، لقد تعرّفتم إلى خطوات التفكير الناقد ومهاراته ومعوقاته وصفات المفكر الناقد، ما عليكم الآن هو ممارسة ما تعلمتموه في هذه المقالة إذا أردتم أن تصيروا مفكرين ناقدين …

إذا أردتم أن تحسّنوا مهارات التفكير الناقد الخاص بكم، فعليكم اتباع خطوات التفكير الناقد وقراءة الكثير من الكتب في مجال تخصصكم وفي مجالات قريبة من مجال تخصصكم (تعرّفوا إلى فوائد القراءة).

El Gouzi

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى