التفكير الناقدأنواع التفكيرالمهارات

ما هو تعريف التفكير الناقد

عند البحث عن تعريف التفكير الناقد (التفكير النقدي) على الإنترنيت أو في الكتب، فنجد كمّا هائلًا من التعاريف، لكن لسوء الحظ، ليست مفهومة وليست شاملة، بل هي مجرد حشو لكلمات أحيانا متناقضة.

مخطط المقالة عرض

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو تعريف التفكير الناقد؟

التفكير الناقد (Critical thinking) هو عملية فكرية تتجلى في تقييم وتحليل المعلومات المتوفرة بطريقة منطقية ومستقلة. ويشتمل ذلك، القدرة على تحليل الأدلة وتقييم صحتها وموثوقيتها، والتفكير بشكل نقدي حول الموضوعات المختلفة والبحث عن الحقائق وراءها.

التفكير الناقد هو مصطلح عام يُقصد به التفكير بطريقة واضحة وذكية عن طريق استعمال قدراتنا الفكرية في التحليل والتقييم وتحري الحقيقة. حينما نرغب في التفكير بطريقة ناقدة، فعلينا الحذر من تحيزاتنا ودعم ما نقوله بحجج موضوعية وبحوث علمية …

في حقيقة الأمر، من أجل التفكير بطريقة ناقدة، عليك التحلي بعدّة صفات، هذه الصفات يمتلكها المفكر الناقد وتسمح له بإصدار أحكام سديدة باستعمال المعلومات الموجودة لديه …

إذن ما هي صفات المفكر الناقد؟

الجواب على هذا السؤال سهل للغاية مثل: شُرب كأس ماء… يتمتع الشخص الناقد بثلاث صفات أساسية بما في ذلك: الفضول والتواضع، والتيقن.

  • الفضول

عندما نتكلم عن الفضول فنحن لا نتكلم عن الفضول السلبي الذي يدفع الشخص إلى التدخل في شؤون الناس، بل نتكلم عن الفضول المعرفي الذي يدفع الشخص إلى البحث عن المعلومات والحقائق والمطالعة (تعرّف إلى فوائد القراءة) واكتساب مهارات جديدة…

الشخص الفضولي معرفيا يُطالع بنهم أي شيء يقع تحت عينيه من أجل إغناء ثقافته العامة …

إذا أصبحت قارئا جيدا، فسوف تحصل على العديد من المعلومات بإمكانها مساعدتك على حل مشكلاتك واتخاذ قرارات حكيمة.

  • التواضع

التواضع هو صفة حميدة تتجلى في عدم التعالي، الشخص المتواضع هو الذي يسأل الناس ويطلب المساعدة حتّى ممن هو أصغر منه سنا، لأنّ هدفه الأسمى هو التعلّم وتطوير مهاراته وقدراته…هناك مثل عربي متداول يقول:

(لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر.)، إذا أردت أن تتعلم، فعليك بالتواضع.

  • التيقن

التيقن من مصدر المعلومة هو أمر محمود خصوصًا في عصرنا الحالي الذي زادت فيه المعلومات والمعارف وشاع فيه العلم الزائف والمعلومات التضليلية …

أصبح اليوم ضروريًا أن نتبنى مهارة التيقن أكثر من أيّ وقت، وفي السياق ذاته حثّ القرآن الكريم على التيقن أو التحقق من مصدر المعلومة في قوله عز وجل:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.)

تعريف التفكير الناقد

تعريف التفكير الناقد (Critical thinking) هو القدرة على تقييم وتحليل الأفكار والحجج والآراء والمواضيع العامّة بطريقة بنّاءة وموضوعية، وذلك باستخدام مبادئ المنطق والتحليل، والتقييم، والتفسير والوصف. وهذا يتيح لنا التوصل إلى استنتاجات منطقية والتوصّل إلى قرارات سديدة، وليس قرارات عمياء مبنيّة على المعتقدات الشخصية ووجهات النظر الفردية.

يضمّ التفكير الناقد القدرة على التعرّف إلى التحيزات الشخصية والتحكم فيها، والتحلّي بالصبر والحذر والتأني في اتخاذ القرارات.

معوقات التفكير الناقد

التفكير الناقد ليس بسيطًا كما يرى أكثر الناس، لأنّه عندما نجرب أن نفكر بطريقة ناقدة تقابلنا عدّة معوقات وتقف في طريقنا وتمنعنا من التفكير بطريقة نقدية و موضوعية، هذه الأمور يمكن لها أن تكون حاجزًا لنا في تنمية مهارات التفكير الناقد الخاصة بنا.

إذن، ما هي معوقات التفكير الناقد؟

تضمّ معوقات التفكير الناقد: الأنانية، والتفكير الجمعي، والتأثر الاجتماعي، والتحيزات الشخصية، والقلق، والغرور، والخوف، والكسل، والتحيز للحالة الطبيعية، والتجارب السابقة، والافتراضات …

الأنانية

عند التحدث عن معوقات التفكير الناقد أول شيء ينذر ببالنا هو الأنانية، هذا السلوك الذي لا يحتمله أحد، ويجعل الناس تبتعد عنّا …

إذن ما هي الأنانية؟

الأنانية (بالإنجليزية self-centredness) هي تصرف غير مرغوب بشكل نهائي ويتجلى في (الإفراط في حب النفس والإعجاب بها، مع عدم التفكير في الغير.)

عند تعريف الأنانية يظهر أنّ الأنانية قد تعوق عملية تفكيرك لا سيما حينما ترغب في التفكير بمنهج ناقد …

إذا أردت أن تتفادى هذا الأمر، فينبغي لك أن تكون منفتحًا على آراء الآخرين، والتعاطف معهم، والعمل بأفكارهم إذا كانت غير مؤذية لك.

التفكير الجمعي

يُعدّ التفكير الجمعي (بالإنجليزية Groupthink) من عوائق التفكير الناقد، لأنّه يجعل الشخص غير مستقل في أفكاره ويدفعه إلى تبني أفكار الجماعة رغما عنه خُصوصًا إذا أراد أن يبقى في مأمن عن تعييب الآخرين …

من أجل تجنب هذه المعضلة، فعليك التحلي بالجرأة، وأن تُعبّر عن آرائك، ومواقفك واقتناعاتك من غير خوف لأنّ: الساكت عن الحق شيطان أخرس.

التأثير الاجتماعي

التأثّر الاجتماعي (بالإنجليزية: Social influence)‏ هو ظاهرة متداولة لدى عامة الناس، وتكمن في تأثر مشاعر الناس وآرائهم وسلوكياتهم بالآخرين بسبب التنشئة الاجتماعية للشخص أو الخوف من كلام الناس أو الإشارة إليهم بأصبع الاتهام، لأنّه يخالف معتقدات الأغلبية …

إذا كنت من هؤلاء المتأثرين اجتماعيًا، فأنت في مأزِق كبير، يُمكن أن يُؤثّر في أفكارك ويجعلك تُفكر داخل صندوق المجتمع وعدم التفكير باستقلالية.

كما هو معروف، فمن لا يفكّر خارج الصندوق ليس مبدعًا إطلاقًا، إذا كنت متأثرًا بالمجتمع الذي تعيش فيه، سوف تتبنى أفكاره ليس لأنّها أقنعتك، لكن لأنّك متخوف من التعبير عن آرائك والخروج من الصندوق (يمكن للصندوق أن يكون أفكار الأغلبية) …

التحيزات الشخصية

عندما نحاول أن نفكّر تأتي الانحيازات الخاصة بنا كي تمنعنا من التفكير في أمور قد تكون وفقا للمجتمع الذي نعيش فيه غير جيّدة أو تخالف المعتقدات الغالبة.

باختصار، التحيزات الشخصية (Personal bias) هي جميع الأفكار والمعتقدات التي توافق معتقداتنا أو تؤيّدها.

إذا أردت أن تصبح مفكرًا ناقدًا، فعليك أن تتعرف إلى انحيازاتك، ومنعها من اتخاذ القرارات بدلا عنك من جديد …

إرشاد: لكي تحارب الانحيازات الخاصة بك، فعليك الأخذ بعين الاعتبار الأدلّة والحقائق والبحوث العلمية المعتمدة وآراء الآخرين، بعد ذلك ادرسها وحلّلها وقيّمها.

القلق

إذا كنت قلقا طول الوقت، فقد يؤثر هذا الأمر في قدرتك على التحليل والتفكير واتخاذ القرارات

أحيانا قد يُحبّ بعض الناس العمل تحت الضغط لكن العمل تحت الضغط لا يُلائم الناس جميعهم خصوصًا القلقين منهم …

ما هو القلق؟

القلق (Anxiety) هو عدم الاستقرار النفسي أو الانزعاج حينما يحدث أمر لم تخطط له مسبقًا …

لكي تكون مفكرًا ناقدا، فعليك أن تتجنب القلق مّا أمكن باتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن الأشخاص السلبيين وممارسة الرياضة على الأقل مرتين في الأسبوع.

الغرور

يقول توفيق الحكيم الكاتب والأديب المصري عن الغرور (Vanity): (ما الغرور إلاّ وجه من وجوه الجهل.)، لذلك، يُعدّ الغرور من معوقات التفكير الناقد، لأنّ المغرور يرى دائمًا أنّه يعرف أكثر من الآخرين وأنّه يقدر على حل مشكلاته ومشكلات الآخرين بأسرع ما يمكن دون مساعدة الآخرين له.

في حقيقة الأمر، الإنسان لا يستطيع أن يعرف كل شيء مهما بلغ ذكاءه وقوّة حفظه، بل يعرف قليلًا ومن الممكن أن يكون جاهلًا من غير علم … يقول الله عز وجل: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا).

الخوف

يُعدّ الخوف (Fear) من العوائق التي تؤثر بطريقة غير إيجابية في حياتنا الخاصة، وتمنعنا منعا كُليّا من النمو وبداية مغامرات جديدة، إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي الخوف إلى فقدان الثقة بالنفس وفقدان الحافز الذي يدفعنا إلى الأمام …

هناك عدّة أسباب للخوف مثل: القلق، واليأس، والفشل المتكرر، وتقدير الذات المنخفض …

بالتعرف إلى الأسباب المختلفة التي تُسبب الخوف، فسوف يسهُل عليك مكافحته، والتخلص منه كي لا يقف لك من جديد حاجزًا في طريقك عند الرغبة في تطوير مهاراتك لا سيما: تطوير مهارات التفكير الناقد وتطوير المهارات الناعمة.

الكسل

عندما نتكلم عن الكسل (بالإنجليزية: Laziness)، فبطبيعة الحال نشير إلى ألد أعداء النجاح الذي عرفه الإنسان على مرّ الأجيال.

إذا كنت كسولًا وتُريد أن تُحسّن من مهاراتك فأول عدو لك هو الكسل …

الكسل هو التهاون في فعل ما يجب فعله من أجل إنماء مهاراتك الشخصية والناعمة أو غيرها من الأمور…

يُعدّ الكسل من عوائق التفكير الناقد بطريقة غير مباشرة، على سبيل المثال لا الحصر، إذا أردت أن تُطوّر مهارات التفكير الناقد الخاصة بك مثل: مهارة البحث، في هذه الحالة، عليك أن تكون مجتهدًا ومثابرًا، وأن تبحث بشكل دائم عن المعلومات التي أنت بحاجة ماسة لها سواءً على الإنترنيت أو في الكتب أو في غيرها من المصادر المعتمدة …

التحيز للحالة الطبيعية

يُعدّ الانحياز للسواء أو التحيز للحالة الطبيعية (بالإنجليزية Normalcy bias)‏ من أخطر معوقات التفكير الناقد، لأنّه يقنعنا بالاستهانة بالأمور وأنّ الأمور ستبقى كما كانت ولن تتبدل.

تعوق هذه المغالطة المنطقية التفكير الناقد، لأنّها تستند إلى رأينا الشخصي، والعواطف عند الرغبة في اتخاذ القرارات بدلا من الاعتماد على التفكير المنطقي.

فضلا عن ذلك، فهي تُشجّع عقلنا على إغفال الخطر والمعلومات الجديدة من أجل البقاء في مأمن وفي راحة.

على سبيل المثال لا الحصر، قد يقودنا التحيّز للحالة الطبيعية إلى الاعتقاد بأنّ الذكاء الاصطناعي لن يُؤثّر في المهن مستقبلًا، لأنّه لم يؤثر فيها في الوقت الحالي.

التجارِب السابقة

تؤثر التجارِب السابقة (Past experiences) وعلاقاتنا الفاشلة وصدماتنا العاطفية فينا بطريقة ملحوظة في أغلب نواحي الحياة، ما حدث في الماضي يمكنه أن يؤثر في أسلوب تفكيرنا، والأمور التي سوف تحدث بالمستقبل.

هذا هو الأمر الواقع، لكن لا ينبغي لنا الانصياع للتجارب السابقة وتركها تُقرّر مكاننا، لأنّ الماضي مرّ ولن يعود أبدًا. عوضًا عن الندم على ما فاتنا، علينا التفكير في اللحظة الحالية، والعمل على تطوير مهاراتنا الناعمة من أجل التعامل والتفاعل مع العالم الخارجي كما يجب.

بطبيعة الحال، لا ينبغي لنا ترك تجاربنا السابقة، تُؤثر في أفكارنا بطريقة سلبية، بل عليها أن تكون درسا لنا، وعلينا التعامل معها بطريقة موضوعية وليست بطريقة ذاتية.

إنّ الاعتماد على تجاربنا الماضية في التفكير، قد يكون أسوأ شيء يمكن أن يعرقل طريقة تفكيرنا خصوصًا حينما نرغب في التفكير بطريقة عقلانية أو ناقدة.

الافتراضات

تُعدّ الافتراضات (Assumptions) من أبرز معوقات التفكير الناقد، لأنّها تكبح قدرتنا على التعلّم، وقدرتنا على طرح الأسئلة، يحدث هذا الأمر، لأنّ ادعاءاتنا الشخصية تقنعنا أنّنا نعرف ولا نحتاج مزيدًا من المعرفة.

في السياق نفسه، قد نرى أنّ بعض الناس لا يعرفون أنّهم لا يعرفون وهذا ما نسميه بالجهل المركَب.

يُعدّ الجهل المركَب أيضًا من معوقات التفكير الناقد، ومن الصعب أن يتخلص منه صاحبه.

إذا أردت أن تتجنب الجهل المركَب، عليك أن تقرأ في مجال تخصصك وفي ميادين قريبة من تخصصك من أجل إغناء رصيدك المعرفي وتطوير قدرتك على التحليل، هذا أمر سهل، لأنّ البشر لديهم القدرة على تعلم أشياء جديدة بصرف النظر عن صعوبتها أو سهولتها.

صفات المفكر الناقد

يتّصف المفكر الناقد بعدد كبير من الصفات، ومن أهمها، نذكر:

  1. يفرّق بين الرأي والواقع (الرأي يكون مبنيًا على المعتقدات الشخصية أمّا الواقع فيكون مدعوما بمعلومات وبحوث علمية…)
  2. يعرف كيف يربط بين الأفكار باستخدام الروابط المنطقية المتواجدة في اللغة مثل: في بادئ الأمر- ثم – ف- إذن – إضافة إلى …
  3. يحلّل وجهات نظر الناس المحيطين به ويعرف نِقَاط ضعفهم ونقاط قوتهم …
  4. يُفتش عن الأسباب التي أدرت إلى حدوث أمر مّا يخصه أو يخص الناس الذي يعرفهم.
  5. يحلّل الحجج والمفاهيم ويبحث دومًا لتدعيم حججه بآراء المختصين.
  6. يبني ويقيّم الحجج التي يحتاجها من أجل دحض أو دعم قضية مّا.
  7. يعرف أين توجد التناقضات في كلام من يحاور أو التناقضات في مقال مّا أو كتاب مّا.
  8. لا ينتقل إلى الاستنتاج المتسرع، بل يحاول جاهدًا جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها.
  9. يُكيّف المعلومات التي يمتلكها لمصلحته عند الحاجة ويدعم بها آرائه.
  10. يُقيّم نفسه باستمرار، أي يعرف نِقَاط قوته ونقاط ضعفه.
  11. يحسّن من مهاراته على الدوام.
  12. يقرأ كثيرًا لا سيما في مجال اختصاصه.
  13. يتحقق مصادر المعلومات قبل العمل بها…
  14. يُفرّق بين الاستقراء والاستنباط (الاستقراء هو الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي الاستنباط هو الاستنباط هو انتقال الذهن من قضية أو عدة قضايا (المقدّمات) إلى قضية أخرى (النتيجة) وفق قواعد المنطق، وليس بالضرورة أن يكون انتقالًا من العام إلى الخاص أو من الكلي إلى الجزئي…).
  15. لا يتوقف عن التعلم، حتّى لو كان متخصصًا في مجاله: العالم يتغير باستمرار وكل يوم تظهر معلومات جديدة، لذلك فالتعلم المستمر يساعد المفكر الناقد من مواكبة التغييرات.
  16. عقلاني: يتوكل على التفكير المنطقي كثيرًا.
  17. متفتح الذهن: يتقبل وجهات نظر الآخرين من غير التأثير فيه.
  18. يتمتع بثقة كبيرة بنفسه وله تقدير ذات عال
  19. منصت جيّد(الإنصات الفعّال): يستمع بشكل يقظ للآخرين بالرغم من أنّ أفكارهم تخالف معتقداته وأفكاره الشخصية.
  20. منضبط: أي يلتزم بالمهام الموكلة له.
  21. متواضع: الحرص على التعلم من خبرات الآخرين.

معايير التفكير الناقد

وفقا لريتشارد بول وليندا إلدر، (Critical thinking standards)معايير التفكير الناقد 8 ثمان بما فيه: الوضوح والدِّقَّة والصِحّة والمطابقة والاتساق والمنطقية والشمولية (الإحاطة) والإنصاف.

الوضوح

قبل تقييم حجّة شخص مّا بطريقة بناءة، فنحن بحاجة ماسة لفهم ما يقوله بطريقة واضحة كي لا نسقط في الزلل.

لكن، لسوء الحظ، أكثر الناس لا يستطيعون التعبير عن آرائهم بطريقة واضحة إمّا بسبب نقص خبرتهم أو بسبب اللامبالاة، وفي أحيان أخرى، قد يُعبّر الشخص بطريقة غير مفهومة أو يلجأ إلى بعض الكلمات غير السائدة بين الناس كي يتظاهر بأنّه ذكي وعميق ومثقف، في حين أنّه غير ذلك …

لهذا السبب، يتطلع المفكرون الناقدون بشكل دائم إلى التعبير عن آرائهم بطريقة واضحة وبلغة يفهمها عامة الناس. لأنّ الوضوح هو أساس التواصل الفعال والتفاهم بين الأفراد.

عندما يكون الشخص واضحًا في تعبيره، يسهل على الآخرين فهم أفكاره ومواقفه وميوله.

ممّا سبق، يتبين أنّ الوضوح (Clarity) من أهم معايير التفكير الناقد التي ينبغي لنا تبنيها من الْآنَ فصاعدًا.

الدِّقَّة

أغلب الناس يعرفون أهمية الدِّقَّة (Precision) خصوصًا في ميادين حساسة، مثل: الطب والرياضيات والهندسة والعمارة، لأنّ غياب الدِّقَّة، قد يقود إلى ما لا يحمد عقباه.

لذلك، يُصرّ دائمًا المفكرون الناقدون إلى التعرّف إلى المشكلات بصرامة من أجل تجاوز الالتباس أو الغموض بطرح أسئلة من هذا القبيل:

  • ما هي المشكلة التي تواجهنا بالضبط؟
  • هل هناك بديل أو أبدال؟ إذا ما كان هناك بديل، ما هي إيجابياته وما هي سلبياته؟

إذا كنتم تتتبعون الدِّقَّة بشكل دائم، فأنتم تحترمون معايير التفكير الناقد التي لا غنى عنها عند الرغبة في إطلاق أحكام أو تقييم مسألة من المسائل.

الصِحّة

هل تعرفون أنّ التعويل على معلومات مغلوطة، سوف يؤدي دائمًا إلى قرارات خاطئة، لذلك تلعب (Accuracy) صِحّة المعلومات دورًا عظيمًا عندما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد.

يُعدّ التحقّق من صحّة المعلومات والأدلّة والتأكّد من مصداقيتها ومصدرها قبل اعتمادها في اتخاذ القرارات أو الإدلاء بالآراء، من أهم معايير التفكير الناقد.

في الواقع، المفكرون الناقدون يقدّرون الحقيقة ويبحثون في غالب الأحيان عن معلومات صحيحة ودقيقة قبل اتخاذ القرارات الحاسمة أو حل مشكلة تواجههم.

تطابق ومطابقة (الصلّة)

عند الاستماع إلى شخص مّا يُعبّر عن آرائه أو يُناقش موضوع مّا، فأول ما يخطر ببالنا هو الصلّة بين أفكاره، إذا كانت أفكاره متطابقة سمعنا له بيقظة وإذا كانت أفكاره غير واضحة ولا صلّة بينها، تتشتت أفكارنا ونتمنى لو صمت.

لذلك، إذا أردتم أن تناقشوا أو تُعبّروا عن آرائكم ووجهات نظركم، فعليكم جعل أفكاركم مترابطة ومتطابقة والتكلم عن موضوع واحد وليست مناقشة عدّة مواضيع تختلف عن بعضها البعض.

في الواقع، توافق الأقوال أو الصلّة (Relevance) هو أمر غاية في الأهمية خصوصًا في التفكير الناقد، لأنّه يُعدّ من أبرز معاييره التي لا غنى عنها.

الاتساق

الاتساق (Consistency) هو التنظيم في الأفكار.

يُعدّ الاتساق من معايير التفكير الناقد الأساسية، لأنّ علم المنطق يخبرنا أنّ الشخص الذي يمتلك عدّة معتقدات غير متسقة، فواحد من اعتقاداته تكون خاطئة. لذلك، يتقصى المفكر الناقد على نحو دائم طريقة تفكيره وحججه إذا ما كنت تحتوي على تناقضات أم لا.

أحيانًا، قد تلاحظون أنّ أغلب أقوال الناس تخالف أفعالهم، هذا لا يعني أنّهم غير مفكرين ناقدين، بل بوصلتهم الأخلاقية فقدت اتجاهها. لذلك، عليكم التركيز على أقولهم، أمّا أفعالهم، فهم يتحملون مسؤوليتها.

يساعدنا التفكير الناقد والاتساق، الذي يُعدّ من معايير التفكير الناقد، على الاحتراس من التناقضات العملية والتعامل معها بعقلانية، لأنّ أغلب الناس يعتنقون دون إدراك، معتقدات غير متسقة بشأن موضوع مّا.

كلنا سبق لنا أن أبصرنا أشخاصًا يدّعون أنّ الأخلاق نسبية في حين أنّ أفعالهم تُبيّن خلاف ذلك، هنا يأتي دور التفكير الناقد في التعرّف إلى هذه التناقضات غير المنطقية وتجنبها بالدرجة الأولى.

المنطقية

التفكير بطريقة منطقية يُوازن التفكير بطريقة صحيحة، التفكير بطريقة صحيحة يعني استخلاص استنتاجات من الاعتقادات التي نتبناها، أمّا عندما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد، فنحن نحتاج إلى اعتقادات متسقة ومدعومة بحجج قويّة وتابعة إلى التفكير المنطقي وليست مشيدة على تفكير عشوائي وغير منطقي كما هو سائد بين الناس.

ممّا سبق، يتضح أنّ المنطقية (Logical Correctness) واحدة من معايير التفكير الناقد الضرورية في التفكير المنطق لا سيما إذا أردنا بناء حجج قوية وغير قابلة للدحض.

الإحاطة والشمولية

الناس بطبيعتهم يحبون الشمولية (Completeness) أو التفكير الشامل والعميق ويبغضون بشدة التفكير السطحي وغير الكامل. لعلكم أيضًا تكرهون الأخبار غير الكاملة أو القصص السطحية أو الأفلام غير المكتوبة بحبكة أو الغامضة …

في المرة القادمة، إذا أردتم أن تعبّروا عن آرائك، فعليكم صوغها بطريقة واضحة ومتسقة ومنطقية وتجنب اللغو والحشو فيمَا تقولون. لأنّ الشمولية والإحاطة من معايير التفكير الناقد والبلاغة، لأنّهما يعاونان على تغطية جميع جوانب الموضوع المطروح بطريقة مفهومة وسهلة …

الانصاف

في نهاية المطاف، يمكن أن نقول إنّ الإنصاف (Fairness) هو أحد المعايير التي تميّز المفكرين الناقدين، لأنّ التفكير الناقد يستلزم تفكيرًا منصفًا وذهنا منفتحًا وتفكيرًا غير متحيز خال من التحيزات الشخصية.

في حقيقة الأمر، قد يكون ذلك صعبا، لأنّ الناس بطبعهم يتحدون الأفكار الجديدة ويخافون منها ويحكمون عليها بسلبية قبل تحليلها وتقييمها …

قد يكون من العسير بين حين وآخر التفكير بطريقة خالية من التحيزات، لأنّ تجاربنا الشخصية تؤثر في قراراتنا دون وعي منّا. مع ذلك، فالإنصاف يُعدّ من الصفات التي تميّز المفكّر الناقد.

خطوات التفكير الناقد

مع أنّنا نفكر بطريقة نقدية بين حين وحين، إلّا أنّنا لا ننتقد بطريقة مرتبة، بل ننتقد بطريقة عشوائية وغير مخططة. لذلك، في هذا المحور، سوف نتطرق لخطوات التفكير الناقد لاستخدامه بطريقة علمية.

تتجلى خطوات التفكير الناقد في: جمع المعلومات+ التحليل + التقييم + التطوير المستمر.

جمع المعلومات

جمع المعلومات هي عملية ضرورية لا سيما حينما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد …

 لكي تصبحوا مفكرين ناقدين، فعليكم أن تجمعوا كثيرًا من المعلومات التي بوسعها مساندتكم على إصدار أحكام صائبة واتخاذ قرارات سليمة وحل المشكلات بطريقة إبداعية.

لهذا السبب، ننصحكم على نحو دائم بالقراءة والبحث عن المعلومات والأفكار كي تطوروا مهارات التفكير الناقد الخاصة بكم بصورة ملموسة.

التحليل

يأتي التحليل بطبيعة الحال بعد جمع المعلومات اللازمة من أجل حل مشكلة مّا.

يهدف التحليل بطبيعته إلى تفكيك عناصر أو أجزاء المعلومات المتاحة والاحتفاظ بالمعلومات المناسبة للمشكلة التي تقابلكم …

التقييم

يؤدّي التقييم دورا مهما في التفكير الناقد أو حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، لأنّه يُساعد على إطلاق أحكام عن المعلومات والأفكار التي حصلتموها وحللتموها من أجل التعرّف إلى ما إذا كانت هذه المعلومات والأفكار جيّدة بما يكفي لإطلاق أحكام نهائية أو اتخاذ قرارات صائبة.

التطوير المستمر

التطوير المستمر ركن مهم من أركان النجاح في أي مجال من المجالات، لأنّ من غيره لن نُطوّر مهاراتنا أبدا.

 إذا أردتم تطوير مهاراتكم الخاصة، فيجب عليكم القراءة باستمرار في مجال اختصاصكم أو مشاهدة دورات شيدها المتخصصون في مجالاتهم، هذا الأمر سوف يجعلكم تُنمون المهارات الصلبة في مجال تخصصكم، ما سوف يساعدكم على اتخاذ قرارات صائبة وحل جميع المشاكل التي تواجهكم أو تواجه الناس الذين تربطهم بكم عَلاقة…

في السياق ذاته، إذا أردتم تنمية مهارات التفكير الناقد الخاصة بكم، فلا بد أن تطالعوا كتب عالية الجودة ومحررة من طرف متخصصين وليسوا متطفلين عن المجال.

مهارات التفكير الناقد

مهارات التفكير الناقد هي مجموعة من المهارات (مثل: البحث والفضول المعرفي والتحليل والاستدلال المنطقي) تُعاوننا على تطوير الحسّ النقدي الخاص بنا.

من العسير أن تُطوّر نفسك من غير تحديد نواقصك ونقاط ضعفك والأشياء التي لا تبرع فيها، حتّى لو كانت لديك إرادة تُكسّر الحجر …

على سبيل المثال، حينما تحلّل مشكلة مّا أو وقائع أو تقدّم حججًا، فأنت بذلك مفكر ناقد، لكن هذا لا يكفي، لأنّك بحاجة ملحة لتطوير مهارات التفكير الناقد الخاص بك، لا سيما في هذا العصر الذي كثُرت فيه الأدلة والبحوث العلمية.

عندما نتكلم عن التفكير الناقد، فنحن نشير إلى تأويل المعلومات بهدف التوصّل إلى استنتاجات لكن هذا غير كاف من أجل تطوير مهارات التفكير الخاصة بنا دون اتباع بعض التوصيات الضرورية مثل: تحديد موضوع، والبحث، وتحديد الانحيازات الشخصية، والالتجاء إلى الاستدلال العقلي، والربط بين مختلف المعلومات، والفضول المعرفي، والتحليل، والإبداع، وتفتح الذهن، والتحلي بمهارة حل المشكلات …

تحديد الموضوع

لا يمكن لنا أن نصدر أحكامًا دون تحديد الموضوع الذي نريد أن نحلله ونصفه، لذلك فتُعدّ مهارة تحديد الموضوع أو المشكلة من الأمور الضرورية لما نرغب في تطوير مهارة التفكير الناقد الخاصة بنا.

مع أنّ تحديد الموضوع قد يبدو أمرًا بسيطًا، إلا أنّه يُجسد خطوة أساسية وضرورية في التفكير الناقد.

ما هي مهارة تحديد الموضوع؟

باختصار، فمهارة تحديد الموضوع هي مهارة يستعملها الناقد من أجل تحديد وتعيين العناصر المكونة لقضية مّا ووصفها وصفا دقيقًا.

البحث

عندما تقابل الإنسان مشكلة مّا أو يريد أن يعرف أمرًا مّا، فأول ما يخطر بباله هو البحث، إذن فمهارة البحث عن المعلومات التي نريدها أمر غاية في الأهمية، خصوصًا عندما نريد تنمية أنفسنا، أو إثراء رصيدنا المعرفي، أو إيجاد حلولًا لمشكلتنا، أو اتخاذ قرارات سليمة وحكيمة.

ملاحظة: عندما تريد أن تبحث عن معلومة مّا، فعليك أن تلجأ إلى أصحاب الاختصاص وتقرأ كتبهم (تعرّف إلى فوائد القراءة)، لأنّ المتخصص في مجاله متعمّق ويعرف الصغيرة والكبيرة عن مجاله، هذا الأمر سوف يعاونك ويُسهّل عليك البحث في مصادر معتمدة.

تحديد الانحيازات

كلنا، إن صح التعبير، ننحاز من وقت إلى آخر بوعي أو من غير وعي، لذلك على الشخص أن يكون حذرا عندما يريد أن يتخذ قرارًا أو أن يحلّ مشكلة مّا، لأنّ الانحياز أمر لا مفر منه، لكن تحديده سوف يعاوننا على التفكير بطريقة حيادية وموضوعية.

إذن ما هو الانحياز؟

ببساطة، الانحياز هو الميل إلى أفكارنا ومواقفنا في الدرجة الأولى وعدم الأخذ بعين الاعتبار آراء وأفكار الآخرين أول وهلة أو لأنّها لا توافق أفكارنا ومعتقداتنا.

الاستدلال العقلي

عندما نذكر الاستدلال، فنحن بذلك نشير إلى العقل، والحجّة والدليل

تُعّد العناصر الثلاث، أي: العقل والحجّة والدليل من الأساسيات حينما نتحدث عن التفكير الناقد، لذلك، إذا أردت أن تصير مفكرًا ناقدًا، فعليك أن “تتوصّل إلى معرفة الشيء والبحث فيه وإعمال العقل بالحجة والدليل لإثباته”.

ملحوظة: الدليل هو المعلومات أو الأدلّة القوية التي تثبت صحة أو خطأ وجهة نظر مّا.

الربط بين الأفكار والمعلومات (الصلّة)

حينما تواجهك مشكلة مّا وتريد حلّها، فبمجرد البحث تجد كمّا هائلًا من المعلومات منها ما هو مفيد ومنها ما هو غير مفيد، في هذه الحالة، تُصبح مهارة الربط بين الأفكار أمرًا لا غنى عنه.

كما هو مشهور، فجميع المفكرين الناقدين يُتقنون هذه المهارة ويربطون بين الأفكار بسلاسة، حتّى لو كانت هذه الأفكار تنحدر من ميادين متعددة مثل: الفلسفة وعلم الاجتماع والدين والقصة … وغيرها من الأمور.

يُمكن تطوير مهارة الربط بين الأفكار بالقراءة والاطّلاع على مصادر متعددّة والتفكير بشكل منطقي، والمشاركة في المناقشات والحوارات وتبادل الآراء والأفكار مع الآخرين.

الفضول المعرفي

عندما نتكلم عن الفضول المعرفي، فسوف نُحيل مباشرةً إلى الكٌتّاب والفلاسفة والعُلماء والمفكرين والاختصاصيين في مجلاتهم، لا يمكن لأيّ شخص أن يتعمّق في مجال مّا دون فضول علمي يدفعه إلى ذلك.

إذا أردت أن تكون مفكرًا ناقدًا، فعليك أن تقرأ كثيرًا من أجل تطوير المهارات الخاصة بك وإغناء رصيدك المعرفي.

حينما يصبح الشخص مثقفًا ومليء الرأس بأفكار بناءة ومعلومات عدّة في شتى الميادين، يُصبح من اليسير عليه أن يراقب ما يحدث من حوله بعين ناقدة – هذه المعرفة هي التي ستكون له عونا في حل مشكلاته والتكلّم بإقناع واتخاذ قرارات رشيدة في أغلب الأحيان.

التحليل

يُعد التحليل من المهارات الأساسية حينما يتعلق الأمر بالتفكير الناقد… لا يمكن لأيّ أحد أن يصبح مفكرًا ناقدًا دون التمكن من أبجديات التحليل، في بعض الأحيان عندما يسمع الناس التحليل يظنون أنّه مهارة عسيرة لكن الأمر الصحيح هو خلاف ذلك، يستطيع أيّ شخص أن يُحلّل أيّ مشكلة بتفكيك مكوناتها أو عناصرها، عند تفكيك مشكلة مّا نعرف كيف حصلت، ما سوف يُساعدنا في حل هذه المشكلة واتخاذ القرار الصحيح.

يُمكن استخدام مهارة التحليل في المجالات كافتها، سواءً المجالات العلمية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو غيرها، وتُعدّ مهارة حاسمة من أجل النجاح في أيّ ميدان.

الإبداع

لا شك في أنّ الإبداع عنصر مهم في التفكير الناقد ومن دونه لن نُفكّر بطريقة إبداعية ولن نُحطّم الصندوق المعتقلين فيه بأفكار قديمة لا توافق عصرنا الحالي …

لكي تكون مفكرًا ناقدًا، عليك أن تُطوّر مهارات الإبداع الخاصة بك كي لا تخاف مجددًا من اقتراح أفكار أصلية أو جديدة.

تفتح الذهن

قد تلاحظ أنّ المفكرين الناقدين متفتحون على آراء الآخرين مع أنّها قد تُخالف أفكارهم بين حين وآخر، ومع ذلك لا يقاطعون أيّ أحد، بل يستمعون له (اقرأ عن : مهارة الإنصات الفعال) ويناقشونه بالتي هي أحسن …

إذا شئت أن تُطوّر مهارات التفكير الناقد الخاصة بك، فعليك أن تكون منفتحًا على آراء الآخرين وأن تستفيد منهم، إذا كانت أفكارهم سديدة خذ بها وإذا كانت معلولة اتركها …

مهارة حل المشكلات

قد تعاونك مهارة حل المشكلات على أن تصير مفكرًا ناقدا، لأنّ مهارة حل المشكلات تكمن في تفكيك المشكلة واقتراح حلول لها، في أحيان أخرى، فالمفكرون الناقدون يحلّون مشاكلهم بكل سهولة، لأنّهم يملكون عيونا ثاقبة وأفكارا في شتى المجالات، تُساعدهم على حل المشكلات أسرع من غيرهم وبطريقة ابتكارية، أي خارجة عن المألوف.

طرق تنمية التفكير الناقد

إذا كنت ترغب في تطوير تفكيرك الناقد أو النقدي، فينبغي لك دائمًا التمييز بين الافتراضات والواقع، وتقييم الحجج المقدمة لك، ثم الاستنتاج انطلاقًا منها…

طرق تنمية التفكير الناقد
طرق تنمية التفكير الناقد

التعرّف إلى الافتراضات

كافتنا نقدم افتراضات طول الوقت بوعي أو غير وعي منا. لذلك، إذا أردت أن تُحسّن طريقة تفكيرك، عليك أن تُفرّق بين الافتراض والواقع والرأي. الافتراض هو (أسلوب في الحوار يقضي طرح قضية للتأكد من صحتها أو عدم صحتها). أما الواقع هو كل شيء ملموس في حين أن الرأي فهو ما نعتقد أنه صحيح وفقا لتجاربنا السابقة في قضية من القضايا.

تقييم الحجج

لكي تصبح مفكرًا ناقدًا، فعليك أن تكون حذرا من الحجج التي يُقدّمها غيرك وأن تحلّلها وتُقيّمها بعين ناقدة من غير تحيّز.

عندما تناقش شخص أو تقرأ مقالًا، فهذا الشخص أو المقال يحاول أن يقنعك دون أن تدري إمّا باستعمال فن الإقناع أو اللجوء إلى العاطفة كي يتلاعب بمشاعرك ويجعلك تتبنى اعتقادات وآراء جديدة عنك، و التي بمقدورها أن تؤثر فيك…

الاستنتاج

عندما نقرأ أو نحاور شخصا ففي نهاية المطاف نحاول أن نتوصل إلى استنتاجات انطلاقًا من المعلومات التي في حوزتنا. لذلك عليك أن تلجأ هنا إلى الاستدلال المنطقي أو العقلي الذي يكمن في” التوصل إلى معرفة الشيء والبحث فيه وإعمال العقل بالحجج والدليل لإثباته”.

فوائد التفكير الناقد

يُعدّ التفكير الناقد أمرًا مهمًا للغاية في عصرنا الحالي، خاصةً في ظل انتشار المعلومات على نحو سريع وواسع، ومحاولات توجيه الرأي وتضليل الناس والتأثير فيهم. ولذلك، فإنّ تطوير مهارات التفكير الناقد يساعد الأفراد على الحفاظ على استقلاليتهم الفكريّة وتمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة.

ومن بين الفوائد الأخرى للتفكير الناقد، نذكر:

  • حل المشكلات واتخاذ القرارات بشكل أفضل وأكثر دِقَّة.
  • التعرّف إلى العادات السلبية والتخلص منها مع مرور الوقت.
  • اتخاذ القرارات الصائبة بعد جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها.
  • التخطيط للمستقبل بتحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق.
  • بناء علاقات صحية والتخلص من الأشخاص المتشائمين والسامين.
  • الحفاظ على صحتنا بتقييم ما نأكله وممارسة النشاط البدني.
  • حل المشكلات المالية والمادية المتعلقة بنا.

خلاصة القول

في هذه المقالة، قدمنا لكم تعريف التفكير الناقد بطريقة وواضحة وسهلة، إضافةً إلى صفات المفكر الناقد ومعوقات وخطوات ومهارات التفكير الناقد وطرق تنميته، كل ما عليكم الآن هو تطبيق ما تعلمتموه في حياتكم الشخصية والمهنية.

أسئلة طرحها الآخرون

ما هو مفهوم التفكير الناقد؟

التفكير الناقد هو عملية تحليل وتقييم الأفكار والمعلومات والأدلة بصورة منطقية ومنصفة. ويتضمن التفكير الناقد البحث عن الحقائق والأدلة، واستخدام العقلانية والمنطق والتمييز بين الحقائق والآراء والافتراضات والتأكد من صحتها، وتقييم المعلومات بحيادية ومنطقية وبناء رأي مستنير بدلا من الاعتماد على الأحكام العشوائية والتصورات الخاطئة.

ما هي أنواع التفكير الناقد؟

هناك عدّة أنواع للتفكير الناقد بما في ذلك: التحليل، والاستدلال، والتقييم.
التحليل: يتضمن تفكيك المعلومات المعقدة إلى أجزاء أصغر، وفحص العلاقات بين هذه الأجزاء.
الاستدلال: يتضمن اتخاذ استنتاجات منطقية ومعقولة بناءً على الأدلة المتاحة.
التقييم: يتضمن تقييم قوة وضعف الحجج أو المطالبات، واستخدام الأدلة والمنطق لاتخاذ قرارات بشأن صحتها.

ما الفرق بين التفكير و التفكير الناقد؟

يتطلب التفكير الناقد الاعتماد على الأدلة والبراهين والتحليل الدقيق والمنطقي للمعلومات. أمّا التفكير فهو يقوم على الإيمان والرأي الشخصي في غالب الأحيان.

ما الفرق بين التفكير الناقد وحل المشكلات؟

التفكير الناقد وحل المشكلات هما مفاهيم مرتبطة ولكنهما يختلفان في طبيعتهما وغايتهما.التفكير الناقد هو قدرة الفرد على تقييم وتحليل الأفكار والمواقف والمعلومات بشكل منطقي ومنهجي.أمّا حل المشكلات، فهو عملية تُعنى بتحديد المشكلات والعثور على حلول لها.

ما العلاقة بين التفكير الناقد و اتخاذ القرار؟

التفكير الناقد واتخاذ القرارات لهما عَلاقة وثيقة، حيث يمثل التفكير الناقد خطوة أساسية في عملية اتخاذ القرارات الصائبة والمدروسة.ففي الحياة اليومية، يتعرض الفرد للعديد من المشكلات التي تتطلب اتخاذ القرارات الصحيحة، ويمكن أن يساعد التفكير الناقد في هذه العملية.

ما خطورة غياب التفكير الناقد في المجتمع؟

يُعدّ التفكير الناقد أساسيًا في حياتنا اليومية وفي المجتمع عمومًا، وغيابه يمكن أن يؤدي إلى عدّة مشكلات، منها: الانحياز الفكري، والجهل والتخلف، والخطأ في اتخاذ القرارات، وعدم القدرة على التعاطي مع التحديات والمشكلات، والانحياز السياسي…

كيف يمكن استخدام التفكير الناقد في حياتنا اليومية؟

يمكن استخدام التفكير الناقد في حياتنا اليومية بعدّة طُرق، منها:تقييم المعلومات، واتخاذ القرارات الصائبة، والتفكير الإبداعي، وتحسين العلاقات الاجتماعية…

ما أهمية التفكير الناقد للمجتمع؟

يمكن للتفكير الناقد أن يساعد أفراد المجتمع على تجنب التلاعب بهم من قبل أي طرف، سواء كان ذلك في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرها من المجالات.

El Gouzi

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى