تطوير المهارات

المهارات الشخصية: الطريق إلى النجاح الشخصي والمهني

في عالم يتّسم بالتنافسية المٌتزايدة والتطوّر التكنولوجي السريع، أصبح امتلاك المهارات الشخصية أمرًا أساسيًا لتحقيق النجاح والازدهار في الحياة الشخصية والمهنية.

تُعدّ المهارات الشخصية عُنصرًا حيويًا يُساعد الأفراد على التفوّق في مختلف المجالات، سواءً كان ذلك في التعامل مع الآخرين، أو إدارة الوقت، أو حل المشكلات، أو تحقيق الأهداف الشخصيّة والمهنيّة.

إذا نظرنا إلى الفرد ككيان فريد، سنجد أنّ لديه مجموعة من المواهب والقُدرات التي يُمكن تطويرها وتنميتها لتحقيق أهدافه ومُساعدته على التكيّف مع تغيّرات البيئة المُحيطة به.

تتنوّع المهارات الشخصية التي يُمكن للفرد تطويرها وتعزيزها، وتشتمل على المهارات الاتصالية مثل: التواصل الفعّال والتواصل الشخصي، إلى جانب المهارات العقلية مثل: حل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الناقد. كما تشتمل على المهارات العاطفية مثل: القيادة والتعاطف وحل النزاعات.

في هذا السياق، يهدف هذا المقال إلى استكشاف أهمية المهارات الشخصية، وتحليل مجموعة متنوعة من هذه المهارات وتأثيرها في النجاح الفردي والمؤسسي.

سوف نستعرض لكم العديد من المهارات الشخصية الرئيسة وسوف نُقدّم لكم نصائح عملية لتطويرها وتحسينها، ما يُساعد الأفراد على النمو الشخصي وتحقيق أهدافهم بكفاءة أكبر في مختلف جوانب حياتهم.

أهمية المهارات الشخصية

تكمن أهمية المهارات الشخصية في قُدرتها على تعزيز التواصل الفعّال وبناء علاقات إيجابية بالآخرين، ما يسهم في تعزيز التفاهم والتعاون. بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ هذه المهارات مفتاحًا للنجاح في مجالات العمل، حيث تُمكّن الفرد من التأقلم مع التحدّيات وحل المشكلات بفعاليّة، وتُعزّز من قُدرته على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب. كما تسهم المهارات الشخصية في تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق النجاح المستدام.

المهارات الشخصية

المهارات الشخصية هي المهارات التي يحتاجها الفرد في مُختلف جوانب حياته الشخصيّة والمهنيّة لتحقيق النجاح والتفوّق. وتشتمل هذه المهارات على:

المهارات الشخصية
المهارات الشخصية

التواصل (Communication)

التواصل هو واحد من المهارات الشخصية التي تتمثّل في نقل المعلومات أو الأفكار بين الأشخاص بطُرق مُختلفة مثل: الكلام والكتابة ولغة الجسد.

تتألّف عملية التواصل على الأقل من مرسل، رسالة، ومستقبل. ورغم بساطته، إلّا أنّ التواصل يُعدّ موضوعًا مُعقدًا نظرًا لتأثير العوامل المُتعددة مثل: المشاعر، والثقافة، والموقف، ووسائل الاتصال المختلفة.

لذا، تُعدّ مهارات التواصل الفعّال ضرورية في كل جانب من جوانب الحياة، خاصةً في العمل حيث يسهم التواصل الواضح والصادق في تحسين العلاقات وتفادي الخلافات.

بالتالي، يجب أن يكون التواصل فعّالًا وواضحًا لتجنّب سوء التفاهم وتعزيز التفاهم بين الأفراد والمجموعات.

الذكاء العاطفي (Emotional intelligence)

الذكاء العاطفي هو القُدرة على إدراك وإدارة عواطفك الخاصة ومعرفة كيف يُمكن أن تُؤثّر هذه العواطف في الأشخاص المحيطين بك.

صيغ هذا المصطلح أول مرة في عام 1990 من قبل الباحثين جون ماير وبيتر سالوفي، وأصبح أشهر بعد ذلك بفضل كتاب دانيال جولمان “الذكاء العاطفي: لماذا يمكن أن يكون أهم من الذكاء العادي؟”.

اليوم، يُعدّ الذكاء العاطفي أساسيًا للتعامل مع النفس والآخرين بفعاليّة، ويُساعد على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين في العمل وفي الحياة اليومية، ويُعزّز القُدرة على التعامل مع التحدّيات والضغوط النفسية.

كيف يُمكن تطوير الذكاء العاطفي؟

لتطوير الذكاء العاطفي، يجب التعرّف إلى مٌكوناته الخمسة الأساسية: معرفة الذات، وضبط الذات، والحافز، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية.

  • معرفة الذات: تعني التعرّف إلى عواطفك وفهمها وتأثيرها في سلوكك وقراراتك.
  • ضبط الذات: يتعلّق بإدارة عواطفك بفعالية، خاصةً العواطف السلبية، والتحكّم في رُدود الفعل الناتجة عنها.
  • الحافز: يُشير إلى الدوافع الداخلية التي تُحفّزك لتحقيق الأهداف والنجاح.
  • التعاطف: يعني وضع نفسك في موقع الآخرين وفهم مشاعرهم وتجاربهم.
  • المهارات الاجتماعية: تتضمّن القُدرة على التواصل بفعاليّة وحل الخلافات وبناء العلاقات الإيجابية.

بتطوير هذه المكونات، يُمكن تعزيز الذكاء العاطفي والاستفادة منه في جميع جوانب الحياة الشخصية والمهنية.

القيادة (Leadership)

القيادة هي قُدرة الفرد أو المجموعة على التأثير والإرشاد والتوجيه لمجموعة من الأشخاص في سياق مؤسسي أو عملي أو اجتماعي.

القيادة صفة يُمكن لأيّ شخص اكتسابها وتطويرها، وليست مُقتصرة على الأشخاص في مناصب السلطة فقط.

تُمثّل القيادة مهارة شخصية يُمكن تعلّمها وتطويرها، وتتضمّن القُدرة على تحفيز وإلهام الآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة، وتوجيههم نحو النجاح والتطوّر.

في جميع المُجتمعات والمؤسسات، يُعدّ القادة أساسيين لاتخاذ القرارات الصعبة، وتحديد الأهداف وتوجيه الجهود نحو تحقيقها، وبناء فرق عمل فعّالة.

يتمتّع القائد بصفات مُتعّددة تُساعده على أداء دوره بفعاليّة، مثل: الثقة بالنفس، والقُدرة على التواصل والتفاوض، والقُدرة على التحمّل وتحمّل المسؤولية، والإلهام والكاريزما.

حل المشكلات (Problem solving)

حل المشكلات هي عملية تتمثّل في إيجاد حل لمسائل شائكة أو عسيرة.

الشخص الذي يستطيع تحديد المشكلة ووصفها وعرض حلول لها واختيار الحل الأمثل وتطبيقه، فهو في حقيقة الأمر لديه جميع المهارات اللازمة لحل المشكلات التي تقابله بطريقة فعالة.

خطوات حل المشكلات

فيمَا يلي، سوف نُقدّم لكم 6 خطوات لحل المشكلات التي قد تقابلكم:

الخطوة 1 : حصر ووصف المشكلة.

الخطوة 2 : خلق حلول ممكنة للمشكلة.     

الخطوة 3 : تقييم الحلول المرجحة.   

الخطوة 4 : انتقاء الحل الأمثل من بين الحلول المعروضة.

الخطوة 5 : تطبيق الحل.

الخطوة 6 : تقييم الحصيلة.

الإبداع (Creativity)

الإبداع هو عملية فكرية تتمثل في استخدام الخيال أو أفكار أصيلة من أجل خلق شيء جديد.

يضمّ الإبداع القدرة على اكتشاف أفكار جديدة وأصليّة وحلول للمشكلات المعقدة.

الإبداع هو صفة بشرية تُميّز الإنسان عن غيره من الكائنات الحيّة. فالإبداع يعني القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومختلفة، وتنفيذها لتكوين شيء جديد أو تجويد الأشياء المتواجدة.

صفات الشخص المبدع

يتميّز الشخص المبدع بعدّة صفات من بينها:

  • ذكي وغبي في الوقت ذاته.
  • هادئ.
  • منضبط.
  • مسؤول.
  • يقول أفكارًا غريبة بشكل دائم.
  • انطوائي ونادرًا ما يكون متفتّح.
  • منفتح الذهن.
  • قد يعاني كثيرًا في طفولته، مثل عموم المبدعين.
  • يقرأ كثيرًا.
  • الصبر والمثابرة.

التواصل الشخصي (Interpersonal communication)  

التواصل الشخصي هو التواصل بين شخصين أو أكثر، ويتضمّن تبادل الرسائل والأفكار والمعلومات بين الأشخاص. ويمكن لهذا النوع من التواصل أن يتخذ العديد من الأشكال، بما في ذلك: التواصل المباشر وجهًا لوجه، والمكالمات الهاتفية، والرسائل الإلكترونية، والتواصل عبر الفيديو، والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي

يلعب التواصل الشخصي دورًا حاسمًا في بيئة العمل، لأنّه يساعد على تحفيز زملاء العمل وتعزيز التعاون والعمل الجماعي. ومن خلال تقوية هذا النوع من التواصل، يُمكن أن ينعكس ذلك على نحو إيجابي على نجاح الشركة، حيث يمكن للفريق أن يعمل بشكل أفضل ويتمّ تحقيق الأهداف بشكل أسرع وأكثر كفاية. وعلى المدى الطويل، يمكن لبيئة العمل الفعالة التي تتصف بالتواصل الجيّد أن تؤدي إلى رفع الإنتاجية والإبداع وتحسين الجودة وزيادة روح الفريق.

إدارة الوقت (Time management)

كافة البشر يملكون 24 ساعة في اليوم، لكن السؤال الذي يُطرح :

لماذا بعض الأشخاص ينجزون كثيرًا من المهام بنجاح، في حين أنّ آخرين لا يفعلون شيئا ما عدا الانتقاد السلبي ومقارنة أنفسهم بالآخرين؟

جواب هذا السؤال بسيط للغاية: إنّهم يعرفون كيف يديرون وقتهم بفعالية.

ما هي إدارة الوقت؟

إدارة الوقت هي عملية تنظيم الوقت والتخطيط لكيفية تجزئة المهام والوقت الواجب لتحقيق أيّة مهمة.

الأشخاص الذين يُتقنون إدارة الوقت هم أشخاص يعملون بذكاء وليس بجهد حتّى تحت الضغط.

استراتيجيات إدارة الوقت

فيما يلي سوف نٌقدّم لك استراتيجيات بسيطة لإدارة أو تنظيم وقتكم بفعاليّة.

  • ترتيب المهام حسب الأولويات من العاجلة إلى غير المهمة.

عند ترتيب المهام حسب الأولويات، يمكن استخدام النموذج التالي لتصنيف المهام من العاجلة إلى غير المهمة:

  1. مهام عاجلة ومهمة.
  2. مهام غير عاجلة ومهمة
  3. مهام عاجلة وغير مهمة
  4. مهام غير عاجلة وغير مهمة
  • تحديد أهداف ذكية: أي أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقق وواقعية ومقيدة بزمن. (بالإنجليزية: Specific, Measurable, Achievable, Relevant, and Time-bound)
  • الابتعاد عن المشتتات، مثل: وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز والاستماع للموسيقى والأشخاص السلبين.
  • تفويض المهام: إذا كانت لديك مهام كثيرة عليك إتمامها، ففوّض بعض المهام لأشخاص آخرين.
  • لا تقم بعدّة مهام في الوقت ذاته، لأنّ ذلك يخفض الإنتاجية والجودة في الإنجاز. النصيحة الوحيد هي التركيز على مهمّة واحدة وعند الانتهاء منها، قم بالمهام الأخرى واحدة تلوى الأخرى.
  • اهتم بصحتك الجسدية والنفسية: كلّما كانت صحتك بحالة جيّدة زادت إنتاجيتك ونشاطك وأنجزت مهامك بفعاليّة وبجودة عالية…

التنظيم (Organization)

التنظيم هو القُدرة على ترتيب وتنظيم المهام التي علينا القيام بها في مدّة زمنية معيّنة وبطريقة فعاّلة.

تُعدّ مهارة التنظيم من أهم المهارات الشخصية التي ينبغي لأيّ شخص تطويرها، لأنّها تُساعد الإنسان على النجاح والتوفيق بين حياته الشخصية وحياته العمليّة.

في السياق ذاته، تساعد مهارة التنظيم من زيادة الإنتاجية وربح الوقت من أجل القيام بأمور أخرى أو توفير الوقت من أجل مزاولة مواهبنا، وتخصيص، وقت لعائلتنا، وأصدقائنا.

لا يستطيع أيّ شخص من تنظيم مهامه ووقته من غير اتباع النصائح التالية:

  • تحديد الأولويات.
  • التخلص من المهام التي لا فائدة منها.
  • الابتعاد عن المشتتات.
  • إدارة الوقت بفاعلية.
  • التخطيط المسبق.
  • قول لا لأيّ شخص يحاول سرقة وقتك من غير مقابل.

القدرة على التكيّف (Adaptability)

القدرة على التكيّف هي مهارة ناعمة مهمّة يُقصد بها، الاندماج في كافة التغيّرات التي من شأنها أن تحصل في مجال من المجالات بسبب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.

الشخص الذي ينعم بمهارة التكيّف قادر على التحول مع تحولات بيئة العمل والتقلبات كافتهن التي قد تحدث لا سيما مع ظهور الذكاء الاصطناعي الذي صار يقضي على مهنة تلوى أخرى.

لا يمكن لأيّ شخص أن يتأقلم من غير تنمية المهارات التالية، بما في ذلك:

  • التفكير الناقد.
  • المرونة.
  • التعلم المستمر.
  • طلب النصيحة من المتخصصين.
  • التعاون.
  • العمل الجماعي.

اتخاذ القرار (Decision-making)

اتخاذ القرار هو عمليّة اختيار قرار مّا وذلك بعد جمع المعلومات المتاحة وتقييم الحلول المتوقعة.

مراحل اتخاذ القرار

فيمَا يلي، إليك مراحل اتخاذ القرار:

  • المرحلة 1 : حصر المشكلة التي تحتاج قرارًا بشأنها.
  • المرحلة 2 : جمع المعلومات التي لها عَلاقة بالمشكلة التي تقابلنا قبل اتخاذ أي قرار.
  • المرحلة 3 : تحديد كافة الحلول المحتملة للقضية.
  • المرحلة 4 : تقييم الأدلة و المعلومات المحصل عليها.
  • المرحلة 5 : انتقاء حل من بين الحلول المعروضة.
  • المرحلة 6 : تنفيذ الحل.
  • المرحلة 7 : مراجعة القرار و تأثيراته.

العمل ضمن فريق أو العمل الجماعي (Teamwork)

العمل الجماعي هو عمل يتمّ تنفيذه من قبل مجموعة من الأفراد من أجل تحقيق هدف مشترك أو إنجاز مهمّة محدّدة بفعاليّة وفي وقت وجيز، و يُعدّ من أبرز المهارات الشخصية التي يبحث عنها أرباب العمل.

أهمية العمل الجماعي

يلعب العمل الجماعي دورًا مهمّا في بيئة العمل من أجل تشارك المهام والوصول إلى هدف مشترك في نهاية الأمر وفي وقت أقصر وبجودة عاليّة.

لكن، لا يُمكن أن يعمل الفريق بفعاليّة من غير تنظيم وتقاسم المهام حسب الخبرة والقدرة الفكريّة، هنا يأتي دور القائد من أجل توزيع المهام بين الموظفين بهدف التوصّل إلى أهداف مشتركة.

الإنصات الفعال (Active listening)

الإنصات الفعّال هو مهارة تواصليّة تتضمّن الاستماع بانتباه للمتكلم وفهم رسالته بشكل جيّد وعدم مقاطعته حتّى يُكمل كلامه، وحينما يأتي دورك في الكلام، عبّر عن رأيك وقل ما تودّ قوله بكل احترام.

يضمّ الإنصات الفعال عدّة مهارات، بما في ذلك:

  • الحضور الجسدي والذهني.
  • الاهتمام بكلام المتكلّم.
  • استعمال الإشارات غير اللفظية.
  • طرح أسئلة مفتوحة، مثل: ما رأيك في هذا الموضوع؟ ما هي التحديات التي واجهتك في طريق تحقيق أهدافك؟ كيف ترى مستقبلك؟ كيف تتخذ قراراتك؟ كيف يمكننا تطوير هذا الأمر؟
  • إعادة صياغة ما قاله المتكلّم.
  • الاستماع لفهم مضمون الرسالة أهم من الإجابة.
  • عدم إصدار الأحكام.
  • تقديم نصائح بطريقة ذكية وفي أمثلة ملموسة.

8 نصائح لإنصات فعّال

  • المحافظة على التواصل البصري مع المتكلّم.
  • الانتباه للإشارات غير اللفظية، مثل: تعابير الوجه والإيماءات ونبرة الصوت …
  • عدم مقاطعة المتكلم لأيّ سبب من الأسباب.
  • الاستماع للمتكلم من غير الحكم عليه أو إصدار استنتاجات متسرعة.
  • لا تفكر فيمَا ستقوله بعد إتمام المتكلم كلامه.
  • عدم فرض آرائك على الآخرين.
  • التركيز التام.
  • طرح أسئلة مفتوحة ولها عَلاقة بموضوع الحديث.

إدارة المشاريع (Project management)    

إدارة المشاريع هي عملية تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومراقبة وإغلاق المشاريع، وهي عمليّة هامة للغاية في الأعمال التجارية والهندسية والتقنية، وترمي إلى تحقيق أهداف المشروع بأعلى جودة وفي الوقت المحدّد وبأقل تكلفة ممكنة.

العامل الرئيس الذي يُميّز “إدارة المشاريع” عن “الإدارة” هو أنّها تتضمّن وقت تسليم محدّد في زمن وميزانية محدّدة، في حين أنّ الإدارة هي عملية مستمرة.

باختصار، إدارة المشاريع تعني استخدام معارف ومهارات وأدوات وتقنيّات محدّدة لتحقيق أهداف معيّنة وتسليم شيء ذي قيمة للناس. ومن بين الأمثلة للمشاريع: تطوير برامج حاسوبية لتجويد العمليات التجارية، بناء مبنى، تقديم الدعم بعد كارثة طبيعية، أو توسيع المبيعات في سوق جغرافي جديد

التفكير الناقد أو النقدي (Critical thinking)

التفكير الناقد هو نوع من أنواع التفكير يتجلّى في طرح الأسئلة والتحليل والتأويل والتقييم وإصدار أحكام عمّا تقرأه وتسمعه وتكتبه…

اللجوء إلى التفكير الناقد لا يعني أن تكون سلبيّا أو التركيز على العيوب، بل التفكير بطريقة واضحة وتقسيم المشكلة أو القضيّة إلى أجزاء والتعرّف إلى العَلاقة التي تربط بين هذه الأجزاء المكوّنة للمشكلة وتأويلها، واستغلال هذا التأويل بهدف إصدار أحكامًا أو اتخاذ قرارات مدبرة.

بعض الناس يظنون أنّ التفكير الناقد فطري، لكن الحقيقة خلاف ذلك، يُمكن لأيّ شخص كان أن يتعلّم ويُطوّر مهارات التفكير الناقد الخاصة به عبر الممارسة والتعلّم المستمر والقراءة…

في المجال الأكاديمي، التفكير الناقد مقترن بالحجج، قد يطرح عليك الأستاذ السؤال التالي، ما رأيك في الحجّة التالية …

الإدارة (Management)

الإدارة هي عمليّة تنظيم وتوجيه الموارد والأنشطة في منظّمة مّا أو مؤسسة مّا من أجل تحقيق الأهداف المحدّدة.

تتضمّن الإدارة تنظيم الناس والموارد والعمليات واتخاذ القرارات والإرشاد، وضع الخطط، والمُراقبة، والتقييم.

الإدارة هي الطريقة التي تُنظّم بها الشركات وتوجّه سير العمل والموظفين لتحقيق أهداف الشركة.

يلعب المُديرون دورُا كبيرًا في تسير وإدارة الشركات والمؤسسات عبر:

  • تحديد أهداف واقعيّة
  • خلق جداول لكلّ مهمة في وقت محدّد.
  • تقديم الاستراتيجيات التي تزيد الكفاية والجودة والفعاليّة.
  • التأكد من أنّ الشركة توافق السياسات المعمول بها في العالم بأسره.
  • تسير الموظفين.
  • تعين الميزانية لكل مشروع.
  • حل المشكلات المعقدة.
  • اتخاذ قرارات رشيدة وفي مصلحة الشركة.
  • تدريب الموظفين من وقت لآخر.

حل النزاعات (Conflict resolution)

حل النزاعات هي مهارة من المهارات الشخصية والتي تتمثل في إيجاد حل وَسَط أو فك النزاع بين طرفين أو أكثر، يُمكن لهذا النزاع أن يكون شخصيّا، أو سياسيّا، أو ماليّا، أو عاطفيّا.

يُمكن حل النزاعات باستخدام مهارة التفاوض، وذلك ب:

  • خلق حل يُرضي جميع الأطراف.
  • تجويد العلاقات بين الأطراف المتنازعة.

في الواقع، حل النزاعات عبر التفاوض أمر مهم، لأنّ كل طرف من المتنازعين، سوف يُقدّم أسبابه الموضوعيّة، ما سيجعل حل النزاع أمرًا يسيرًا، لأنّ معرفة الأسباب هي أول خطوة لحل النزاعات، وذلك بعرض حل وَسَط يُرضي كافة الأطراف انطلاقًا من المعطيات المتاحة لديك.

باختصار، في حل النزاعات بين الأطراف المتنازعة، يكون الحل الأمثل هو الحل الذي يُرضي الأطراف كافتهم. بالفعل، ليس من اليسير إيجاد حل يُرضي كافة الأطراف، لكن كلّما نمت معرفتك في مجال اختصاصك ووسعت ثقافتك العامة، فسوف تصير شخصًا متقنّا لمهارة حل النزاعات سواءً في حياتك الخاصة أو حياتك العمليّة.

الكتابة (Writing)

الكتابة هي استخدام الرموز، مثل: الحروف وعلامات الترقيم … من أجل إيصال الأفكار والمعلومات في شكل مقروء.

كي تكتب بأيّة لغة، فأنت بحاجة إلى المفاهيم الأساسية في النحو وعلامات الترقيم وبناء الجمل أي التركيب ورصيد معجمي ورصيد معرفي في الموضوع الذي أنت بصدد الكتابة عنه.

في السياق ذاته هنالك العديد من أنواع الكتابة:

الكتابة الشخصية: تدوين الخواطر أو الأفكار الذاتية…

الكتابة الأكاديمية: مثلًا كتابة تقرير في نهاية التدريب أو في نهاية التكوين الجامعي أو مقالات أكاديمية…

الكتابة التقنية أو المهنية: مثل كتابة أو صياغة التقارير أو المقالات التخصصية…

الكتابة الإبداعية: مثل كتابة الروايات، أو الشعر، أو القصة القصيرة، أو النص السينمائي…

طُرق تجويد أسلوبك في الكتابة

هناك عّدة طُرق من أجل تجويد كتابتك، يُمكنك اتباع التوصيات التالية:

  • القراءة كثيرًا في مجال اختصاصك أو مجالات مجاورة لتخصصك (تعرّف إلى فوائد قراءة الكتب).
  • الممارسة، بالكتابة كل يوم على الأقل فَقَرة أو تدوين أفكارك.
  • مراجعة قواعد النحو في اللغة التي تكتب بها.
  • إغناء رصيدك المعجمي.
  • استعمال لغة بسيطة وكلمات اعتيادية لدى عامة الناس.

الصبر (Patience)

الصبر هو مهارة من المهارات الشخصية التي تتجلّى في تحمّل الصعاب وعدم إظهار الشكاوى من الألم، والبلوى، والانتظار بسلام، وهدوء.

يُعدّ الصبر من أهم المهارات الشخصية التي يبحث عنها أرباب العمل لدى الموظفين والمرشحين للعمل، لأنّ الأشخاص الصبورين، يتحمّلون الضغوط ويحقّقون أهدافهم ولا يستسلمون أبدا ويُطوّرون أنفسهم باستمرار…

يلعب الصبر دورًا مهمّا في تقليل التوتر والضغط النفسي وزيادة الثقة بالنفس وتحديد أهداف واقعيّة والعمل عليها من غير ملل وتعزيز العلاقات الاجتماعية واتخاذ قرارات حكيمة وغير متسرعة …

التعاون (Collaboration)

التعاون هو عمليّة تشاركيّة تحشد بين جهود أكثر من شخص من أجل تحقيق هدف مشترك أو إتمام مهمّة محدّدة.

يتكل التعاون على تبادل المعرفة والمهارات والخبرات بين الأفراد لتحقيق أحسن النتائج.

يُمكن أن يكون التعاون بين أفراد من نفس الفريق أو بين أفراد من فرق مختلفة أو من مؤسسات مختلفة.

التعاون يُقوّي التفاعل الاجتماعي ويُساهم في خلق علاقات قويّة بين الأفراد. لذلك، يُعدّ التعاون من المهارات الشخصية الضرورية.

يُستعمل التعاون في مختلف الميادين، مثل: العمل الجماعي في المؤسسات والأعمال الخيرية والمشاريع الأكاديمية وحتّى في الحياة اليومية. إنّه عمليّة حيوية تسهم في تجويد الإنتاجية وتحقيق مشروعات كبيرة.

التفاوض (Negotiation)

التفاوض هو نقاش بين شخصين أو أكثر، حيث يهدف إلى التوّصل لاتفاق يُرضي جميع الأطراف المشاركة فيه.

يمكن للتفاوض أن يكون بين البائع والمشتري وبين الموظّف وأرباب الأعمال أو بين دولتين أو حزبين…

نقول إنّ التفاوض موفقا حينما نتوصّل إلى حل وَسَط يُرضي كافة الأطراف وألّا يكون أيّ طرف فيه خاسرًا.

كيف يعمل التفاوض؟

تضمّ المفاوضات طرفين أو أكثر من أجل التوصّل إلى حل وَسَط يُسعد كافة الأطراف.

كل طرف يطرح شروطه ولا تتوقف هذه العملية حتّى نصل إلى حل وَسَط ي يُسعد كافة الأطراف المتفاوضة ولا يصبح أيّ طرف خاسرًا في عملية التفاوض، على جميع الأطراف المتفاوضة أن تربح شيئًا لمصلحتها الخاصة.

بطبيعة الحال، في عملية التفاوض قد تكون تنازلات من إحدى الجوانب أو كافتهم.

المتفاوضون الخبراء سوف يتعلّمون عدّة أمور عن المتفاوضين الآخرين وفحص شروطهم بتدبر والتعرّف إلى نِقَاط ضعفهم ونِقَاط قوتهم والتهيئة للدفاع عن مواقفهم وذرائعهم …

قد تأخذ عملية التفاوض وقتًا كبيرًا حسب الظروف والشروط المعروضة. على سبيل المثال، قد يتفاوض المشتري والبائع في شركة مّا لساعات أو أيامًا من أجل التوصّل إلى حل وَسَط …

يُمكن تنمية مهارات التفاوض، بتنمية مهارات حل المشكلات والتواصل الفعّال والإنصات الفعّال والتعلّم المستمر والتركيز على الأهداف المشتركة بين المتفاوضين…

الحافز (Motivation)

الحافز هو مجموعة من الأسباب النفسية التي تدفع الشخص إلى فعل شيء مّا.

عند التقدّم إلى وظيفة مّا، فصاحب العمل يسألك في غالب الأحيان عن الحافز الذي جعلك تتقدّم إلى هذه الوظيفة وعدم التقدّم إلى أخرى.

أكثر الناس يكذبون عند الجواب عن هذا السؤال ويقولون إنّهم تقدّموا إلى هذه الوظيفة لأنّهم شغوفون بهذه المهنة، لكن غالبًا يكون الحافز ماديّا مئة في المئة.

هناك نوعان من الحافز:

  • حافز داخلي يتعلّق بالرضا عن الذات وتحقيق الذات.
  • حافز خارجي يتعلّق بالمكافآت المالية، والترقيات في العمل…

التعاطف (Empathy)

يُعدّ التعاطف من المهارات الشخصية المطلوبة في بيئة العمل، ويُقصد به فهم مشاعر الآخرين ومُشاركتهم فيها كما لو كنت في موقعهم.

التعاطف لا يتقيّد فقط بالعواطف الإيجابية، بل يضمّ كذلك فهم الصعوبات والتحدّيات التي يمررون بها. إنّها صفة إنسانية قيّمة تجعلنا أفرادًا أكثر مسؤولية في المجتمع.

علامات التعاطف

إليك بعض علامات التعاطف:

  • الإنصات الفعّال.
  • نُصح الآخرين.
  • المشاركة في الفرح.
  • عدم إصدار الأحكام.
  • تقديم المساعدة.
  • التعامل بلطف.
  • الصراحة…

المرونة (Flexibility)

المرونة هي القُدرة على التعامل مع التوتر والضغوط والقُدرة على التكيّف مع التغيّرات التي يُمكن أن تحدث من وقت لآخر سواءً في الحياة على وجه العموم أو في بيئة العمل على وجه الخصوص.

تُعدّ المرونة من المهارات الشخصية الأكثر طلبا خصوصًا في سوق الشغل من طرف أرباب العمل والشركات، لأنّ بيئة العمل تتطوّر من وقت لآخر مع الاحتياجات البشرية ومع تقدم التكنولوجيا ولا سيما مع تقدّم الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يُزعزع مهنة بعد أخرى.

الاهتمام بالتفاصيل (Attention to detail)

الاهتمام بالتفاصيل هو القدرة على التركيز والتحليل العميق للمعلومات والواقع، وذلك بملاحظة واستيعاب التفاصيل الصغيرة التي قد تكون مهمّة في فهم وحل المشكلات واتخاذ القرارات الحاسمة.

يُعدّ الاهتمام بالتفاصيل من المهارات الشخصية الأساسية التي لا غنى عنها خصوصًا في بيئة العمل وفي المهن التي تحتاج التحليل والإبداع.

يُمكنك تطوير الاهتمام بالتفاصيل وتوظيفه في مجموعة متنوعة من السياقات لتحقيق النجاح والتفوق.

في حقيقة الأمر، يلعب الاهتمام بالتفاصيل دورا عظيمًا في رفع الإنتاجية في بيئة العمل ويُساعد على القيام بالمهام بكل دِقَّة وبجودة عالية …

خلاصة القول

كما رأيتم في هذه المقالة، تناولنا أهمية المهارات الشخصية في تحقيق النجاح والتميّز في الحياة الشخصية والمهنية. وسلطنا الضوء على مجموعة متنوعة من المهارات الشخصية الأساسية، مثل: التواصل الفعّال، والقيادة، وحل المشكلات، والتنظيم، والإبداع…

فضلًا على ذلك، استعرضنا أهمية كل مهارة وتأثيرها الإيجابي في النجاح الشخصي والمهني. كما قدّمنا نصائح عملية لتطوير هذه المهارات وتعزيزها، سواءً عن طريق القراءة والتعلّم، أو بالتدريب والتطبيق العملي.

El Gouzi Talks

El Gouzi (بالعربية : الڭوزي)، كاتب مغربي: * حاصل على درجة الماجستير في الديداكتيك واللغة والآداب الفرنسية. * أشارك اهتماماتي وتجاربي الشخصية مع القرّاء… * شغوف بالقراءة والتعلّم المستمر. * أسعى دائمًا لاكتساب المعرفة وتحسين مهاراتي الشخصية. * أعدّ الإنترنت وسيلةً للتواصل والتعبير عن اهتماماتي وآرائي.

اترك تعليقًا أو سؤالًا

زر الذهاب إلى الأعلى