
في هذه المقالة، سنتناول بعض النِّقَاط الرئيسية التي توضّح الفرق بين التعليم والتعلم.
التعليم والتعلم هما مصطلحان متداولان في عالم التعليم والتكوين، وعلى الرغم من أنّ الاثنين يتطرقان إلى عمليات تعليمية متباينة، إلا أنّ هناك بعض الاختلافات الأساسية بينهما.
تعريف التعليم
يشير مصطلح التعليم إلى العملية الرسمية والنظامية التي يتبعها المعلمون والمدرسون بهدف نقل وتوصيل المعرفة والمهارات إلى الطلاب أو التلاميذ.
تشمل عملية التعليم عادةً البرامج الدراسية والمناهج التعليمية المعتمدة (من وزارة التعليم)، والكتب المدرسية والمواد التعليمية الأخرى الذي توفرها المؤسسات التعليمية.
يتضمن التعليم في العادة الاعتماد على معلومات ومحتويات معينة والتركيز على تدريس المعلومات المعرفية والمهارات الأساسية. ويتم تقييم الطلاب في نهاية العملية التعليمية عن طريق اختبارات وامتحانات يقوم بها الأستاذ أو المدرس.
تتضمن العملية التعليمية أيضا التوجيه والإرشاد من قبل المعلمين والمدرسين، والتحفيز والتشجيع على البحث والاستكشاف وتعزيز الثقة بالنفس والذات.
تعريف التعلم
من جهة أخرى، يشير مصطلح التعلم إلى العملية الفردية التي تهدف إلى الحصول على المعرفة والمهارات والقدرات عمومًا. وبالمقارنة مع التعليم، فإنّ التعلم يركز على تجرِبة الفرد واستخدامه للمعرفة والمهارات التي تم الحصول عليها.
يشمل التعلم العديد من الأنشطة التي يتم تنفيذها على نحو فردي، مثل: القراءة (اكتشف فوائد القراءة) والدراسة والبحث، وكذلك الأنشطة الفعلية التي تحتاج إلى التدريب والتجربة والممارسة.
يتضمن التعلم في أغلب الأحيان البحث والاكتشاف والتجربة، والاستفادة من الخبرات السابقة وتطبيقها في الحياة العملية.
ويمكن للفرد أن يتعلم من الأخطاء والتجارب الفاشلة، ومن المعلومات التي يحصل عليها من البيئة المحيطة به.
الفرق بين التعليم والتعلم
1- المصدر: يأتي التعليم من مصادر خارجية، مثل المؤسسات التعليمية والمدرسين والمواد التعليمية، في حين يأتي التعلم من داخل الفرد ويتم تحفيزه وتشجيعه على الاستكشاف والتجربة.
2- الطبيعة: يتم التركيز في التعليم على النظامية والهيكلية والمعرفية، في حين يتم التركيز في التعلم على الخبرة والتجربة والتطبيق الفعلي للمعرفة.
3- الغرض: يهدف التعليم إلى نقل المعرفة والمهارات والقدرات إلى الطلاب، في حين يهدف التعلم إلى تحسين القدرة على التفكير والتعلم الذاتي والتطور الشخصي.
4- المدة: ينتهي التعليم بعد انتهاء البرنامَج أو المنهج الدراسي، في حين يستمر التعلم مدى الحياة.
5- التقييم: يتم تقييم الطلاب في التعليم من خلال الاختبارات والامتحانات، في حين يتم تقييم الفرد في التعلم عمن خلال الاستخدام الفعلي للمعرفة والمهارات المكتسبة.
عمومًا، فإنّ التعليم والتعلم يتكاملان في العملية التعليمية، حيث يعتمد التعلم على التعليم في الحصول على المعرفة والمهارات الأساسية، ويعتمد التعليم على التعلم في تحفيز الفرد على الاستكشاف والتعلم الذاتي والتطور الشخصي.
وعلى هذا، يمكن القول إنّ التعليم والتعلم يعززان بعضهما البعض في العملية التعليمية لتحقيق التعليم الناجح والمتميز.
مبادئ التعلم
هناك مجموعة من المبادئ الأساسية التي تحكم عملية التعلم. وفهم هذه المبادئ يساعد في تحسين فعالية عملية التعلم. وإليك بعض المبادئ الأساسية لعملية التعلم:
1. النشاط والمشاركة: يعزز الانخراط النشط والمشاركة في عملية التعلم فهم المفاهيم بشكل أفضل وتطبيقها على الواقع. يمكن تحقيق ذلك من خلال المناقشات، والأنشطة التطبيقية، والمشاريع العملية، والتجارب العملية، والألعاب التعليمية، وما إلى ذلك.
2. البناء على المعرفة السابقة: يعتمد التعلم على بناء المعرفة الجديدة على المعرفة السابقة. فهو يشجع المتعلمين على ربط المفاهيم الجديدة بالمعرفة والخبرات السابقة التي يملكونها. هذا المبدأ يساعد على تعزيز الفهم العميق والاستيعاب الجيد للموضوعات التعليمية.
3. التعلم النشط: يركز التعلم النشط على دور المتعلم كمشارك نشط في عملية التعلم. يتضمن هذا المبدأ الاستكشاف الذاتي، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والتعلم القائم على المشروعات، والتعاون مع الآخرين. يتيح التعلم النشط للمتعلمين تطوير مهارات التفكير العليا والقدرة على التعلم المستمر.
4. التغذية الراجعة: تُعدّ التغذية الراجعة جزءًا مهمًا من عملية التعلم. يساعد تقديم التغذية الراجعة المتعلمين على فهم أدائهم وتقدمهم وتحسينهم. يمكن أن تكون التغذية الراجعة إيجابية لتعزيز الثقة والتحفيز، ويمكن أن تكون بناءة لتوجيه المتعلمين نحو الاستفادة من الأخطاء وتحسين أدائهم.
5. الاستخدام الفعَّال للأساليب والاستراتيجيات التعليمية: تلعب الأساليب والاستراتيجيات التعليمية دورًا حاسمًا في تعزيز التعلم.
يجب على المعلمين اختيار الأساليب والاستراتيجيات التي تتوافق مع احتياجات المتعلمين وأهداف التعلم المحددة.
من بين الأساليب المستخدمة: التعلم التعاوني، والتعلم بالاستكشاف، والتعلم القائم على المشروعات، والتعلم القائم على المشكلات، والتعلم المعتمد على التكنولوجيا، وغيرها.
هذه هي بعض المبادئ الأساسية لعملية التعلم، ويمكن تطبيقها في مختلف السياقات التعليمية لتحسين جودة وفاعلية التعلم.
خلاصة القول
التعليم والتعلم هما مفاهيم مرتبطة بعملية اكتساب المعرفة والمهارات، ولكن لهما معانٍ مختلفة:
التعليم: يشير إلى العملية المنظمة والمنهجية التي يتم بواسطتها نقل المعرفة والمهارات من الأشخاص الملمين والمؤهلين (المعلمين والمدرسين والأساتذة) إلى الآخرين (الطلاب أو المتعلمين).
يتم التعليم عادة في إطار مؤسسي مثل: المدارس أو الجامعات، ويستخدم فيه المناهج والأساليب التعليمية المحددة.
يركز التعليم على توجيه وتوجيه الطلاب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات المحددة التي يحتاجونها.
التعلم: يشير إلى عملية اكتساب المعرفة والمهارات من خلال الخبرة الشخصية والاستكشاف الذاتي. يحدث التعلم في مجموعة متنوعة من السياقات والبيئات، بما في ذلك، المدرسة، والعمل، والحياة اليومية. يعتمد التعلم على فهم الذات والتفاعل مع المحيط واكتساب المعرفة والمهارات من خلال التجربة والملاحظة والتفكير الناقد.
عمومًا، يمكن اعتبار التعليم جزءًا من عملية التعلم. التعليم يوفر الإرشاد والهيكلية والمنهجية للتعلم، في حين يُعدّ التعلم نشاطًا شخصيًا يتطلب الفهم الذاتي والانخراط الفعَّال من الفرد في اكتساب المعرفة وتطوير المهارات.
قد يكون هناك تداخل وتفاعل بين التعليم والتعلم في العديد من السياقات.
فعلى سبيل المثال، يمكن للمعلمين أن يعززوا عملية التعلم عن طريق توفير بيئات تعليمية مناسبة وتحفيزية ومن خلال استخدام أساليب تعليمية مبتكرة وفعَّالة، في حين يعتمد التعلم على نشاط واستعداد المتعلم للاستفادة وتطوير معرفته.